أنهى «الأبيض» الكابوس، وأوقف نزيف الخسائر أمام منتخب قطر، والتي تواصلت على مدار تسع سنوات، حيث كان آخر فوز لمنتخب الإمارات على قطر، خلال نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا عام 2015.
وجاءت الجولة الأولى لتصفيات المونديال، لتؤكد أن «الأبيض» عائد بقوة، من خلال الفوز على بطل آسيا، على ملعبه وبين جماهيره بثلاثية رائعة، رغم أنه كان متأخراً في الشوط الأول بهدف، ليكسب عن جدارة موقعة «أم الأفاعي»، وهي المنطقة التي يقع فيها استاد أحمد بن علي الذي استضاف المباراة، وهو ما دفع بعض المواقع القطرية، لتكتب قبل المباراة عنواناً يقول: «موعدنا أم الأفاعي».
وجاءت الرياح بما لا يشتهي «العنابي»، ومدربه الذي فوجئ بمنتخب يجيد استثمار الفرص مع قلتها، وتبارت الجهة اليمنى تحديداً في إزعاج دفاع «العنابي»، ومن خلفه الحارس مشعل برشم، والذي وقف لا حول له ولا قوة أمام التسديدات الإماراتية التي لا تصد ولا ترد، والذي نال قبل شهور لقب أحسن حارس في آسيا.
ورغم أننا ما زلنا في بداية المشوار، إلا أن «الأبيض» ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولاً، استعادة الثقة، بعد خسائر عدة أمام «العنابي»، باستثناء التعادل في آخر دورة خليج، ثانياً، إن الفوز على بطل آسيا بثلاثية منح «الأبيض» صدارة المجموعة، وهو ما يستوجب تعزيز تلك الصدارة، بالفوز على إيران في استاد هزاع بن زايد غداً، لأن المنطق يقول، إذا أردت أن تصعد، فما عليك إلا أن تكسب المباريات كلها التي تقام على ملعبك وبين جماهيرك، وأن تسعى جاهداً لعدم الخسارة خارج ملعبك، ثالثاً، إن «الأبيض» حقق أفضل نتيجة بين كل المنتخبات الخليجية في الجولة الأولى، ما يمنح اللاعبين دفعة معنوية هائلة، يجب استثمارها في الجولة الثانية.
وتكمن أهمية الفوز على إيران أن الترشيحات كلها تصب في مصلحة منتخبات الإمارات وقطر وإيران، ليتأهل فريقان منهما «مباشرة» إلى «مونديال 2026»، فإذا تجاوزت عقبة أقرب منافسيك، فإنك ستكون المرشح الأول للتأهل.
×××
أهم ما في فوز «الأبيض» على بطل آسيا، أن الفريق لم يفقد ثقته بقدراته، رغم تأخره بهدف في الشوط الأول، وبدا أكثر تماسكاً في الشوط الثاني، وترجم الفرص كلها التي لاحت له إلى أهداف، وهي الروح التي افتقدها «الأبيض» في السنوات الأخيرة.