مع زمن «السوشيال ميديا»، وتعدد المنصات والبرامج الرياضية، انفجرت ظاهرة تسمى «إدارة الجمهور» للفرق والمنتخبات والاتحادات، وقد يكون ذلك مقبولاً لأنه الجمهور الذي يشتعل حماساً بسرعة شديدة، ثم يفقد حماسه بنفس السرعة، لكن وجهه الآخر هو الانتماء لنادٍ أو لنجم، ويفقد هذا الرأي موضوعيته. 
أما أن يمارس الإعلام دور الإدارة، فهذا يعد خلطاً كبيراً للأدوار، يعاني منه اللاعب، والمدرب، والاتحاد، خاصة إذا اتسم هذا الدور بظاهرة إملاء الرأي المتخفية وراء ستار الموضوعية.
عندما تولى حسام حسن مهمة قيادة منتخب مصر، خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا في فبراير الماضي ثار الجدل حول إسناد المهمة إلى التوأم.
وحين أعلن حسام حسن قائمة لاعبي المنتخب في المعسكر الحالي قبل مواجهة الرأس الأخضر ثم بتسوانا 6 و10 سبتمبر المقبل، قامت عاصفة على رأس جهاز المنتخب، لعدم ضم حسين الشحات، وأفشة، وعمر كمال عبد الواحد، ودونجا، وحسام عبد المجيد، وياسر إبراهيم، وأحمد سامي.
وهي عاصفة تمثل رأي جماهير الأهلي والزمالك، ولأن العاصفة كانت شديدة، أمسك الإعلام بها، وطرح الكثير من التساؤلات بشأن اللاعبين الذين غابوا عن القائمة، وأيضاً بشأن بعض اللاعبين الذين انضموا؟!
أذكر أنه عندما تأهل المنتخب الأولمبي المصري للدور قبل النهائي في دورة باريس الأوليمبية طُرح نقاش جماهيري عام، حول إسناد مهمة تدريب المنتخب الأول إلى البرازيلي روجيرو ميكالي، وحين أخفق المنتخب الأولمبي في التأهل للمباراة النهائية، ران الصمت على الجدل، ثم تحول هذا الصمت إلى صوت زاعق وغاضب ضد ميكالي!
يمكن مناقشة بعض قرارات المدربين والاتحادات والأندية بموضوعية وعمق، وبأسانيد فنية، فمن يسأل عن لاعب لم ينضم للمنتخب سوف يجد في مركزه لاعبين محترفين متألقين في أوروبا، ومن يسأل عن غياب ظهير سوف يجد لاعبين آخرين ظهروا بصورة جيدة، إلا أن الخطأ هنا أن يكون هوى المدرب يحكم اختياراته بشأن لاعب أو لاعبين، لمجرد وجود سابق خلاف بينهم في مرحلة سابقة؟
على أي حال طريق منتخب مصر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 يبدو سهلاً، فالمجموعة تضم بجانبه منتخبات كاب فيردي، وبتسوانا، وموريتانيا. 
ومجموعة مصر في تصفيات كأس العالم 2026، تمنح المنتخب فرصة ذهبية للتأهل إلى النهائيات للمرة الرابعة في تاريخه، حيث يتصدر مجموعته التي تضم أيضاً منتخبات بوركينا فاسو وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتي، لكن أي تعثر للفريق في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، أو كأس العالم سوف يشعل عاصفة الغضب، ويعود النقاش حول قيادة حسام حسن للمنتخب، وعليه أن يتحمل، وعلى اتحاد الكرة أيضاً أن يتحمل، وفي النهاية سوف يفوز حسام والاتحاد بالجائزة في حال المرور من التصفيتين!
** ظاهرة إدارة الجمهور وبعض الإعلام لقرارات الاتحادات والأندية بالغضب وبالصخب باتت حقيقة، فهل توافق على تلك الظاهرة أم تراها مؤثرة سلبياً على أصحاب القرار، وهل يجوز لصاحب القرار قبول هذا الضغط؟!