في دورتي باريس 1924 وأمستردام 1928، توج منتخب أوروجواي بالميدالية الذهبية، فقرر «الفيفا» منح بطل الألعاب الأولمبية في المرتين شرف تنظيم أول بطولة لكأس العالم 1930، ومن يومها بدأ سباق القوة والهيمنة بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم الذي وضع ضمن لوائحه ما يحرم المنتخبات الأولمبية من النجوم المحترفين والكبار بتحديد ثلاثة لاعبين فقط للانضمام إلى منتخبات بلادهم مع منح أنديتهم حق الاحتفاظ بلاعبيها.
عندما خسر المنتخب الأولمبي المصري أمام المغرب صفر - 6 اندلعت المهاترات، وبدأت معركة تسطيح الهزيمة، كأن خروج زيزو مصاباً أو إضافة عبد المنعم أو إمام عاشور كانت ستمنح المنتخب الميدالية البرونزية أو الفضية مثلاً. فالأمر دائماً يتحول إلى «أهلي وزمالك» ومن أسف أن يكون ذلك هو حال بعض الإعلام، بينما المشكلة هي أنها أزمة فريق عانى بدنياً حين لعب شوطاً واحداً بأعلى مستويات اللعبة فنياً وتكتيكياً أمام فرنسا في 6 مباريات، وكان المنتخب المصري على مسافة 7 دقائق من المباراة النهائية، رغم تفوق فرنسا تماماً في الشوط الثاني.
كأس العالم مقابل الألعاب الأولمبية: أيهما الحدث الأكبر والأهم، في عدد المشاهدين. والتاريخ. والهيبة والأهمية؟!
بالنسبة للبعض، فإن الحدث الرياضي الأكبر في العالم هو الحدث الذي يستمر لأطول فترة، وبالنسبة للآخرين، فإن الحدث الرياضي الأكبر هو الذي يحتوي التنوع في الألعاب ويشارك به أكبر عدد من الرياضيين، وإذا كان عدد الحضور المباشر مقياساً، فإن الأرقام تقول: وفقاً لموقع Statista، اجتذبت أولمبياد ريو 2016 جمهوراً بلغ 3.6 مليار مشاهد، بينما تابع مونديال 2018 في روسيا جمهور بلغ 3.57 مليار مشاهد، وللإنصاف لا بد من الإشارة إلى أن أولمبياد بكين تابعه 4.7 مليار مشاهد. وتقول الأرقام أيضاً، إن نهائي كأس العالم 2018 شاهده على الهواء مباشرة 1.12 مليار مشاهد حول العالم. وهذا رقم أكبر بكثير من أي يوم أو حدث واحد خلال الألعاب الأولمبية.
يشير هذا الإحصاء إلى أن كأس العالم تتمتع بمستويات أعلى من المشاهدة الجماهيرية عند مقارنتها بالألعاب الأولمبية التي بدأت لأول مرة في عام 1896، في حين أقيمت كأس العالم لأول مرة في عام 1930. وبالتالي، فإن الألعاب الأولمبية تسبق تاريخياً المونديال.. فالألعاب القديمة انطلقت في عام 776 قبل الميلاد، في حين أن أقدم شكل من أشكال كرة القدم، وهو «تسوجو» بدأ لأول مرة في عام 206 قبل الميلاد.
وفي سياق المقارنة الرياضية والعميقة بين الحدثين، نجد أن كأس العالم عبارة عن التفاف مجموعة من المشجعين على الموجة نفسها، فهم يشاهدون لعبة واحدة، بما فيها من دراما وإثارة ونتائج غير متوقعة وبما تحمله من أسباب فريدة جعلتها اللعبة الشعبية الأولى، ويطول شرح تلك الأسباب.
في حين أن الألعاب الأولمبية عبارة عن مجموعة من مشجعي الرياضات المختلفة، لذلك، قد يكون من الصعب على بعض المشجعين أن يشعروا بشغف حقيقي بالرياضات التي لا يعرفون عنها الكثير في الألعاب الأولمبية. على النقيض من ذلك، يعرف مشجعو كأس العالم بالضبط ما تدور حوله اللعبة. وتتقاسم الجماهير مستوى مشترك من النشوة أو خيبة الأمل عند تسجيل هدف أو تلقيه..!
** ما رأيك: أيهما الحدث الأكبر والأهم المونديال أم الأولمبياد؟!