مع استمرار تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وتصاعد الأعمال العسكرية في غزة، كان الموقف والصوت الإماراتي في مختلف المحافل واضحاً ومتواصلاً لوقف الحرب، وضمان سلامة المدنيين وإنقاذهم، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإغاثية، وتقديم الخدمات الصحية للمصابين والجرحى، والتركيز على وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات السياسية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال حل الدولتين وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ومنذ اندلاع الأحداث الأخيرة، تواصل زخم الصوت الإماراتي انطلاقاً من موقف تاريخي مبدئي وثابت في دعم الأشقاء الفلسطينيين، عبّر عنه في أكثر من مناسبة قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال اتصالاته ولقاءاته التي لم تتوقف مع قادة العديد من الدول الشقيقة والصديقة، فيما كانت الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، تنخرط في مشاورات واتصالات واجتماعات تنسيقية ودولية لإيجاد حل مستدام وتحقيق السلام، مع إعطاء الأولوية لوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
لقد جاء الأمر السامي لقائد وطن السلام والإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة والمبادرة السامية بعلاج ألف طفل فلسطيني وعائلاتهم في الإمارات، لتعبّر عن موقف سموه النبيل وأياديه البيضاء الممتدة بالخير للأشقاء والأصدقاء، لا سيما في مثل هذه الظروف، وإرسال طائرات إخلاء طبي لجلبهم إلى الدولة.
جاءت المبادرة السامية عقب أيام من توجيهات سموه بتقديم عشرين مليون دولار، وكذلك بعد تقديم مساعدات بقيمة خمسين مليون درهم بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتزامن مع إطلاق حملة «تراحم من أجل غزة» المتواصلة، والتي تفاعل معها بقوة أبناء إمارات الخير والمحبة والمقيمون فيها.
مواقف إماراتية مبدئية أصيلة وجهود ومبادرات إنسانية سامية ناصعة ومتواصلة، عرّت تجار الشعارات والمزايدات وأبواق الضلالة الذين يثيرون الفتن ويتاجرون بدماء الأبرياء، يستغلون هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وعواطف شعوبهم لنفث سموم أحقادهم، بالذات أولئك الذين يتسترون بالدين، ويتخذون منه رداءً لترويج بضاعتهم السامة التي تزدهر بسفك الدماء ومشاهد الجثث والخراب والدمار في منطقة بحاجة ماسة للاستقرار والتنمية الحقيقية.
ومهما اشتدت سهام أحقادهم على الإمارات، سيظل «بلد زايد الخير»، وطن السلام والإنسانية، عصياً عليهم شامخاً بمواقف قادته، والتفاف شعبهم من حولهم.