الدكتورة نجاة مكي، فنانة مبدعة، بدأت مسيرتها الفنية منذ زمن بعيد، تعمل للفن والإبداع بطريقة العاشق لفنه وعمله، عندما تنظر للبيئة التي أثرت في هذه الفنانة الجميلة، فإن خور دبي وأمواجه الهادئة التي ترحل وتسري بين ضفتي هذا المجرى المائي الحالم يجيبك، إنه يسقي الحب والعشق للحياة والجمال. خطوات صغيرة بين مسكنها وهدير السفن والزوارق الراحلة والقادمة إلى دار الحب والأمان ومرساها الجميل، ابتسامة وانفراج شفتي الخور، بر ديرة وبر دبي يعطيك الجواب. النوارس المحلقة في نشوة الفرح على سطح الخور تزرع في قلبك الجمال والفن، ثم الأسواق وما تحتويه من صنوف البضائع وأصوات المنادين، وعبرة الخور مع هديرها الجميل، صوت مجاديف العبار وهو يقطع شريان العشق والفرح من رصيف إلى آخر، صورة بديعة لا يعرفها إلا أطفال الخور والبحر. كانت تسجل كل مظاهر الحياة في ذاكرتها. أسواق الأقمشة ذات الألوان والخطوط والرسومات، ذات الأزهار والأشجار والأوراق، مشاهد تعبر إلى القلب وتستقر في الذاكرة، وهذا ما يظهر كثيراً وبوضوح في معظم رسومات ولوحات الفنانة الدكتورة نجاة مكي. أجمل أعمالها تلك التي تحمل ألوان الأقمشة والأزياء والتي تأتي من ذاكرة بعيدة.
تلك الطفولة التي جاورت الخور وأسواق دبي والحياة الصاخبة لمدينة تصنع الجمال والإبداع ثم توزعه على العاشقين الذين يطوفون بها أو أولئك العابرين في مدينة الحب، فما بالك بابنة المكان. وهبها الله حب الفن ووفقها في مسيرتها الفنية، مسار طويل وبالتأكيد جهد كبير قامت به هذه الفنانة المبدعة حتى أثمر ووصل إلى مستويات رفيعة وعالية. وبالتأكيد ما زال طريقها مستمراً خدمةً لفنها وإبداعها الذي يقدم صورة مشرفة عن الفن في الإمارات، هي واحدة من كثر الفنانين المحليين الذين أبدعوا وما زالوا على الطريق. إنها حالة فنية لها أسلوبها وطريقة عملها، فقد قدمت الكثير من المعارض وشاركت في الكثير داخل وخارج الإمارات. مثلت الإمارات في محافل كثيرة، وكانت خير سفيرة لبلدها. الفن رسالة وطريق طويل يحمل فيه الفنان مصابيح الجمال والنور والأضواء التي تسطع على زوايا الحياة.
الفن التشكيلي في الإمارات طريق طويل، طرقه الكثير وما زال مشرعاً أبوابه للجديد. عندما نالت الفنانة نجاة مكي وسام الفارس في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية، فإنها تستحق بقوة لمسيرتها الطويلة وهي المبدعة، وتكريمها هو تكريم للفن في الإمارات واعتراف بأن هذا البلد الجميل لديه أيضاً فن جميل.