كبار المواطنين هم العبرة والموعظة، هم الخبرة والومضة، هم العيون التي تدل شبابنا إلى بيوت العز والشرف، هم الصوت، والصيت، ومسطرة الصواب، هم الطريق الممتد إلى المدى، هم المنطقة الخضراء في حياة الوطن والمواطن، هم السبر والسيرة، هم الحلم والنبرة، هم أغنيات النهام على صدر السفن، هو الشدو والشجن، هم مرآة الماضي هم السكن.
اليوم والإمارات تفتح دفاتر التطلعات لغد مشرق، يضاء ببريق كفوف ما ملت من تلوين حياتنا بالفرح، وما كلت، ولا زلت، بل جلجلت، وجللت رايات بالشأن الرفيع.
كبار المواطنين في الوطن، اللحن، والحضن، والحصن الحصين، والسنا في دياجير الزمان، وهم أمنيات مشت على رموش الطير، تحلق، وتحدق، وتدفق وتترقرق عند المحاجر، تبغي الهوى، ولا هوى غير الوطن، ولا مدار، ولا مسار غير هذا الطريق الذاهب وعياً بأهمية أن نكون معاً، وجذوة الطموح تسكن في المهج، وذروة الآمال تمضي في القلوب وهجاً، هؤلاء هم الذين يسكنون بين الضلوع شعلة، وشمعة، هؤلاء هم الذين علموا البحر كيف يكون للموجة صدى، عندما تسكن الريح، وتنام الزرقة في عيون القابضين على جمر اللظى.
اليوم والوطن يمر بأزهى أيامه، وهم السرج والسراج، هم الدر، هم البدر، هم المدرار، يصب صبيبه، على فالروح، فتنتشي الأشجار، ويفرد الطير أجنحة الفوز، ويملأ المدى تغريداً وسرداً، يملأ المشاعر، جزراً، ومداً، ولا تتوقف موجة هؤلاء لأنهم من الزمان تعلوا أنه لا وقت للتوقف، ولا مجال للصمت، فللصوت المؤدلج بالوفاء رنة، ونغمة، للصوت المدجج بالصفاء نعمة، وقيمة، فلماذا لا يفرح الوطن، وهو الثري بهذه الجباه السمر، كأنها الكتب تفتح صفحاتها للآتي بتفاؤل، وفرح، ولا زمناً غير زمن الإمارات أنه بفضل القيادة الرشيدة، شيد حصون الأناشيد، وأياقين العزيمة، وهذا هو الوطن، هذا الشاب الفتي الغر، يفتح صدراً للأفق، فتأتي الرياح بما تشتهيه السفن، وتأتي الأشرعة، كأنها سحابات مطر، كأنها ساحات سهر، في لياليها تسفر الأقمار، ولا ضجر، لا كدر، ولا ضنك، لأن القيادة أسست قلعة الفرح، في كل شارع، وكل قرية، وكل مدينة، وها هي الإمارات أسعد اليوم، وترفع علامات السعد، مبتهلة لله تعالى بأنها الأجمل في العالم، والأكمل، والأنبل، ولا نبالغ إن قلنا إننا السفر الطويل بالحياة، والإمارات والعالم يتبع خطانا، ويدور في فلكنا، قدوة، ومثالاً.
لماذا؟ لأن الإمارات تتكئ على سند، وعضد، ومهد، وعهد، هم هؤلاء الأفذاذ الذين شيدوا في الذاكرة، صورة القمر، وهو يرسم لوحة الضوء تتوسطها خارطة الأمل، خارطة دولة لها في التاريخ سمة الشجرة جذرها في الأرض، وفرعها في السماء.
فشكراً لهم لأنهم يسعدون الوطن بوفائهم، ويكبرون قامته بنبلهم.