صدارة الشارقة أثارت جدلاً واقعياً.. البعض صفق وأشاد وتغنى بها بأجمل العبارات، والبعض الآخر أطلق عليها عنوان الحظ، بمختلف المسميات والألقاب والأوصاف والعبارات، ولكن لماذا انقسم المتابعون بهذه الطريقة؟ الإجابات كثيرة، والأكثر واقعية هي أن الفريق لا يهاجم كثيراً، ولا يمتع متابعيه، ولا يسيطر على المباراة، ولا يكون هو المستحوذ، أو صاحب المبادرة، وظن البعض أن الحظ أو التوفيق أو أدعية المحبين هي أحد أسباب هذا التفوق، أما البعض الآخر، فيرى ذلك نهجاً خاصاً بالفريق، يترك الملعب للمنافسين، ليباغتهم ويعطيهم المساحة واللعب، ليجهدهم ويقدم لهم الاستحواذ، ليقضي عليهم بالهجمة المرتدة، عموماً فإن كل ما يقال قد يحتمل الصواب أو الخطأ إلا أمر واحد، هو أن الشارقة يستحق الصدارة، فمن يتصدر علينا الاعتراف به بكونه الأفضل، هذه هي العدالة.. أليس كذلك!
حين يفوز النصر، ويحقق أربعة انتصارات متتالية، فهو ليس رداً على أحد، وليس إسكاتاً لأفواه المشجع الغيور المنتقد، وليس إنجازاً عظيماً يستحق أن يكرم به الفريق ومن معهم.. بل هذا هو النصر الطبيعي الذي يجب أن يكون، وهذا «الأزرق» العادي الذي يجب أن يظهر، وهذه المكانة التي تأسس النصر من أجلها.. حين يخسر فريق مثل مكانة «العميد» يجب أن تسلط الأضواء عليه، وحين يعود للانتصارات، وحينها تهدأ الأمور وتمشي طبيعية.. «برافو» لكل من صنع هذا النصر الجميل.
هناك قناعة في نادي الجزيرة، أن ثمة خللاً ما داخل الفريق.. هل هو فني أو معنوي أو إداري أو توظيفي؟! بصراحة لا نعرف، ولكن هناك أمرا ما مفقودا، أو قطعة منسية سهى عنها المعنيون بالفريق الأول، فالأسماء تكفي لتكون الأول، وليس المنافس على اللقب فقط، المهمة الآن مع التوقف سد هذا الخلل، بدل التبرير غير المقنع!
فريق الظفرة تشعر أنه يملك أفضل من موقعه الحالي، في جدول الترتيب، وحتى حين يخسر، سواء من فريق مثل شباب الأهلي أو غيره، فإنه لا يسّلم المباراة، بل يكون نداً ومنافساً ومهاجماً في بعض الأحيان.. الفريق «الأصفر» رغم كونه يحتل المركز الحادي عشر، إلا أنه يعطيك شعوراً بأنه ليس ضمن قائمة المرشحين للهبوط.. كل ما يحتاج إليه الفريق أن يستعيد الثقة بنفسه، وهذا ما نتوقعه بعد التوقف.
كلمة أخيرة
الوصل لا يحتمل نسمة هواء.. فما بالك بركلة جزاء منسية!