كم طفل بيننا يعاني.. ينتظر منّا ابتسامة، وكم أم معنا تنتظر أحداً ينتشل ابنها من آلامه، وكم حالة تمر علينا نسمع من خلالها عن صغير احتل المرض الخبيث جسده، وسلب منه أجمل أيام حياته، بعض المواقف ليس المال فيها حاسماً، وبعض المبادرات ليست النقود هي السبب في العلاج، وهذا ما حدث حين بادرت رابطة المحترفين وقدمت دعوة خاصة لأسرة الطفل «قيس» لتعيد له جمال الحياة وتصفيق الحضور ودعاء كل من شاهده وهو يجري بالكرة ويسجل ويفرح غير مكترث بحجم ما يعانيه من مرض، فالأطفال براءتهم في كل شيء حتى في آلامهم.
هذا ما نريده من كرة القدم، وهذا ما يجب أن تفعله للمجتمع وهذا هو دورها الحقيقي والريادي الذي يجب أن تقدمه لمن حولها.. مبادرة مختلفة في كل شيء وسابقة تعتبر الأجمل من بين كل لقطات المسابقة منذ انطلاقتها حتى الآن.
الرياضة ليست منافسة وفوزاً وخسارة وبطولة، وكرة القدم ليست حسابات وخططاً وتكتيكاً ولياقة، بل هي أمور أعمق وأكبر وأجمل، وهذا ما ظهر بشكل جلي بلقطات قيس مع فريقي النصر وشباب الأهلي، وهذا ما نريده أن يكون بمثابة عادة أسبوعية، نحقق من خلالها أمنية طفل أو نزرع الابتسامة في وجه مريض أو نخصص ريع مباريات الجولة لبعض العمليات الطبية، ليكون دورينا واجهة الخدمات الإنسانية الجليلة التي ستروج لمسابقاتنا وترفع من قيمتها وقدرها في المجتمع.
شكراً للرابطة ولمن يعمل فيها ولجنودها المجهولين، وشكراً لهذه الأفكار التي ستستمر وتكبر بين جولة وأخرى، لتصبح عاصمة المبادرات والرائدة في تحقيق الأمنيات.
أما قيس وأمثاله.. فالواجب أمام المؤسسات الرياضية كبير، ويحتم عليهم قبل أن يفكروا في تجديد العقود وتحقيق الفوز والدفاع عن الحقوق، أن يشكلوا لجاناً حقيقية لخدمة المجتمع وابتكار مثل هذه المبادرات والأفكار لتصبح الأندية بمثابة البيئة التي تجمع وتحفز وتساهم وتعالج وتحقق الأمنيات، فالأدوار التي تأسست من أجلها كبيرة والأهداف باتت أوضح من ذي قبل.. فالبطولات ليست في عدد الألقاب التي حققتها، بل بمساهمتها في المجتمع وماذا قدمت؟ وكم طفل أفرحت وكم كربة فرجت؟ فالنادي بيت وعائلة وأسرة وبيئة ومجتمع، يبني الأجيال، ويساهم في تحقيق أهداف الدولة في هذا القطاع الشبابي المهم.
الأعزاء في الرابطة تعودنا منهم على نشر الإيجابية وعلى المبادرات الوطنية والمجتمعية، ولكن أين البقية؟ إن لم تستطع الابتكار فلا عيب في الحذو والتقليد.
كلمة أخيرة
بعد أن يُشفى قيس، بإذن الله، نريده أن يعود لنفس الملعب ونحتفل معه.. قولوا يا رب.