مررت بالكثير من الشخصيات الرياضية على مختلف الاختصاصات الرياضية، كلاعبين سابقين أو قيادات إدارية، أو حتى إعلاميين، وأقدم لهم سؤالاً مشابهاً في المعنى والغرض، ومختلفاً في الصياغة، أو حتى في سياق الحديث، وتكون غالباً الإجابة واحدة: سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان.
في البداية لم أشأ أن أسأل لماذا أو أبحث عن التفاصيل، ولكن حين تكررت الإجابة مع اختلاف الشخصيات.. رغم مرور كل هذه السنوات التي ربما تجاوزت الثلاثة عقود على منصبه كرئيس لاتحاد الكرة، أدركت حينها أنهم عملوا وعاصروا وتعلموا وعاشروا أحد أكثر الشخصيات أو القيادات الرياضية حنكة وحكمة وحلماً واستشرافاً للمستقبل.
لا زالت خطة صناعة منتخب يتأهل إلى المونديال حاضرة في الأذهان، رغم أنها كانت مطلع الثمانينيات.. ولا يزال أسلوبه متفرداً في إدارة الاجتماعات، رغم تقدم العلم في استحداث طرق فن الإدارة ولا يزال الإعلاميون يتحدثون عن انصاته لكل الآراء، ولا يزال البعض يتحدث عن طريقته الخاصة وهدوئه في إدارة الأزمات الكبيرة التي لم يكن يتوقع أحد أن يكون لها مخرج.. ولا يزال بعض اللاعبين السابقين الذين اعتزلوا وتركوا اللعبة، يتحدثون عن نصائحه وكلماته، واهتمامه بشؤونهم، لدرجة أن البعض منهم تيمناً به سموا أبناءهم على اسمه.
كان رمزاً للإدارة الرياضية، وكان أنموذجاً للقيادة، وكان محطة مهمة، لا يمكن أن تتجاوزها، حين تتحدث عن التاريخ في رياضتنا.. كل من يتحدث عنه يشعرني بأنه صديقه المقرب، وتيقنت أنه استطاع أن يكون قريباً من الكل، ليكوّن واحدة من أكثر البيئات الرياضية الإيجابية، والتي أسهمت في تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف.
مرت الأيام، تغيرت الوجوه، تبدل الواقع، وتوالت علينا السنوات، وبقي اسمه ورمزيته وكلماته وشخصيته وحلمه ومنهجه، وحتى ابتسامته راسخة في الأذهان والعقول والقلوب، فأي شخصية هذه التي مرت على كرتنا.. وكم تمنيت لو كنت حاضراً كصحفي في ذلك الوقت.
كلمة أخيرة
زايد ورّث لنا حكمته وطيبة قلبه وتواضعه ومكارم أخلاقه عبر أبنائه.. وتسألون لماذا نحبهم بهذا القدر!