كيف تحول الوحدة من فريق أعلن عن نفسه منافساً بقوة على لقب الدوري، قبل الانطلاقة بساعات، إلى احتلال المركز الحادي عشر في جدول الترتيب، في واحدة من أسوأ بداياته في العشر سنوات الأخيرة؟
إذا كان الأمر يتعلق بالمدرب فقط، فمن الذي تعاقد معه؟ وإذا كان متعلقاً باللاعبين الذين جلبهم المدرب «المقال»، فلماذا يُعطى كل هذه الصلاحيات ليتعاقد مع لاعبين لا يحتاجهم الفريق مقارنة بمراكز أخرى باتت تشكل نقاط ضعف في التشكيلة، اتضحت من خلالها بشكل جلي وواضح في النتائج السلبية!
أن يغيب الوحدة عن الواجهة، وعن الفرق المتصارعة على القمة، وبهذه السرعة، وفي أول أربع جولات، هي سابقة لم نعتد عليها من فريق صنع لنا يوماً من الأيام أجمل الأجيال الكروية، وتمكن أن يجبر الجميع على وضعه في قائمة الكبار من دون تردد!
حين يغيب الوحدة تكثر الأسئلة وتزيد الحيرة، ولا بد من تحديد الخلل ومكامن الخطأ، وإقالة المدرب والتعاقد مع آخر ليس الحل الوحيد الذي على إدارة الشركة العمل به، بل من خلال إيجاد مخارج وحلول تعيد «العنابي» إلى الواجهة، خصوصاً أننا لا زلنا في البداية!
في الصيف شاهدنا كماً كبيراً من اللاعبين يغادرون النادي، البعض منهم كان أمراً متوقعاً بحكم قلة تأثيرهم أو الاعتماد عليهم أو التبرير بوجود بدلاء لهم أفضل منهم، ولكن ما نراه في الملعب مختلف تماماً!
عيب الوحدة الكبير هو في عدم الاستقرار، سواء فنياً أو حتى من ناحية التشكيلة والأسماء التي يجب أن يعتمد عليهم أي مدرب، فمنذ إقالة بيسيرو، على سبيل المثال، لم يستقر الفريق فنياً ما بين استبدال وتعاقد وتغيير.. أسماء بعضها كبيرة مرت مثل أجيري والهولندي تن كات الذي توقعنا أن يكون المدرب الجديد بمثابة المكمل لنهجه الناجح في الموسم الماضي.
الوحدة لم يستقر أيضاً من ناحية اللاعبين الأجانب، فما عدا الكوري رم وتيجالي، نشاهد تغييرات دائماً على مستوى الأجانب، والأمر نفسه نراه في اللاعبين المحليين، وكلنا نعرف كيف أن الاستقرار في أي مكان يحدد لك مسارك، إن كان في الطريق الصحيح أو لا!
لا يمكن الحكم على فريق لم يفز بالدوري، بالإخفاق في تحقيق الأهداف، فالمنافسة والمطاردة والاستمرار في الفوز كفيلة بأن توضح أين أنت، ولكن أن تغيب عن المنافسة الحقيقية، وتبتعد عن الفوز في الموسم الذي توقعت من خلاله أنك وصلت إلى القمة، وحان الوقت لقطف الثمار فهذا يعني أن هناك خللاً.. وليس من الواجب المكابرة عليه!
كلمة أخيرة
في الوحدة نجم لا يمكن أن تنساه الأيام.. اسمه فهد مسعود أسأل الله أن يمن عليه بالشفاء بإذن الله.