قد نختلف أو نتفق على شخصيات كثيرة في رياضتنا، ولكن لا أعتقد أن هناك من سيعترض على اسم محمد عبيد حماد وتاريخه في كرة الإمارات ونادي العين، رجل قدم إسهامات كبيرة وكانت له بصمة في كل المراحل التي أشرف فيها على مختلف المنتخبات الوطنية أو ناديه العزيز على قلبه، «بوعبيد» مر بمراحل كثيرة في حياته الرياضية، ابتعد فترة وحين عاد كان مركز الثقة والثقل في كثير من المهام والملفات الخاصة بمنتخباتنا أو في العين، كان يعرف كيف يربط بين الحزم وفرض النظام وعلاقة الود بينه وبين اللاعبين، فقد كان مدرسة إدارية حقيقية في عمله، وكان مسؤولاً في مختلف الأجيال والمحطات التي مرت على كرتنا وعاصر أزماناً مختلفة وحقق معهم نجاحات لا يمكن أن تخفيها الذاكرة أو تمحوها الأيام.
حماد.. يعرف متى يتحدث وماذا يقول وكيف يحافظ على حقوق لاعبيه وكيف يفرض احترام الكيان والمؤسسة والمنتخب.. تتلمذ على يده الكثير من اللاعبين والإداريين الذين باتوا اليوم في مركز القيادة، سواء في أنديتهم أو الاتحاد، ويكفي أنه كان مشرفاً على منتخبنا الوطني أو بعض منتخبات المراحل السنية في أهم البطولات والمراحل التي مرت علينا، ويكفي أنه كان محل ثقة الكثير من رؤساء الاتحادات والقيادات الرياضية الذين مروا علينا.. فقد كانوا يغيرون ويستبدلون فور استلام مهامهم ولكن يتفقون على استمرارية هذا الرجل ونفس الأمر ينطبق على نادي العين، فكم مجلس إدارة شركة كرة القدم تغيرت في هذا الكيان وكان أول من يستمر ليكمل عمله وينفذ خطط العمل، فهو كان محل ثقة القيادة ومازال.
في الرياضة لابد أحياناً من استراحة محارب ولابد من القبول بالواقع ولابد أحيانا من التغيير والتجديد وهذا لا يقلل من شأن أحد ولا ينتقص من قيمته، ويكفي تصريحاته التي تستحق التحية حين قال إن التغيير سنة الحياة وهو حق أصيل لأي مجلس إدارة وسأظل جندياً في النادي الذي وصفه بالقدر.
نموذج محمد عبيد من النادر أن تجد له مثيلا في كل قطاعاتنا الرياضية وإسهاماته وتأثيره وتضحياته واجتهاده لا يمكن أن تطويها بمجرد قرار استقالة أو إعفاء، فهو محل تقدير واحترام أينما كان.
جماهير العين بادلت حماد هذا الحب وقدمت له الشكر عبر مختلف التغريدات وردود الفعل، التي أعطت هذا الرجل حقه، فهو ليس ممن يغادرون من دون أن نشعر أو حتى نكتب أو نقول ببساطة: شكراً.
كلمة أخيرة
أهل العين يختلفون في شيء واحد فقط.. من يحب البنفسج أكثر!