عاقبوا كل من يخطئ ولكن اسمعوهم.. وأبعدوا كل من يتحجج بالأعذار ولكن اقتربوا منهم.. واحرموا كل من يعتقد أن الذهاب للمنتخب مهمة ثقيلة على قلبه، ولكن ادرسوا واستوضحوا.. واضربوا بيد من حديد لكل من يتجاوز الخطوط الحمراء، ولكن تفحصوا الواقع، وأجيبوا عن سؤال: لماذا يحدث ذلك في معسكرات المنتخب؟ العقاب هو مجرد إجراء وتطبيق للوائح، ولكن علينا أن نكتشف لماذا لا يهاب البعض النظام، ولماذا يخطئ البعض دون مسؤولية، ولماذا لا يعرف البعض كيف يعتذر أو يوضح حقيقة ظروفه، فيغيب دون مسؤولية!
بعض المدربين في الأندية يتذمرون حين يُضم لاعبوهم للمنتخبات الوطنية على مرأى ومسمع الكل، وفي المؤتمرات الصحفية أحياناً.. وبعض الإداريين في الأندية يحتجون ويتحدثون عن ذلك أمام اللاعبين، ويسألون بغرابة لماذا ينضم لاعبونا للمنتخب، وبعض ممن يعتقدون أنفسهم بالنجوم شعروا لوهلة أنهم أهم وأكبر من أي نظام.. يحضرون المعسكرات كالطاووس حتى التحية والسلام لا يلقونها على المسؤولين في المنتخب، ولم يجدوا من يقف في وجههم، أو حتى يقول لهم هذا لا يجوز.. وبعض المعنيين كانوا يدافعون عن معسكرات المنتخبات الطويلة والقصيرة والشتوية والصيفية، وحين عادوا إلى قواعدهم أصبحوا يهاجمون السياسة نفسها وينتقدون أي معسكر!
بعض مسؤولي الاتحاد نفسه، سواء الحاليين أو السابقين، تجده حاضراً في المنصة أو التدريب فقط لو كان عضواً في الاتحاد، وتجده قلقاً ومنشغلاً ومرتبكاً، وتجد كل المشاعر الوطنية تقطر منه قطراً.. وحين يخرج لا ترى أي أثر لكل هذه المشاعر.. وحين يخسر المنتخب ربما يخرج ويتهكم!
فهل تعتقدون أن مشكلتنا في لاعب حضر أو لاعب هرب أو آخر اعتذر.. نحن نحل القشور فقط، ونركز على الظاهر، في حين أن مشكلتنا أعمق وأكبر من ذلك بكثير.. فهل نشعر بذلك حقاً.. أم أنها حقيقة لا نريد مواجهتها!
رئيس الاتحاد صرّح بعد المباراة معاتباً قلة الحضور الجماهيري، وقد نتفق معه على هذا العتب.. ولكن يبدو أنه نسي قبل شهور مكابرته للجمهور نفسه، حين زعلوا وغضبوا وتأثروا، فلم يعتذر أو يتأسف وسمى خروجنا من كأس آسيا بعدم التوفيق بكل برود وثقة، من لا يُقدّر الجماهير ليس من حقه أن يعاتبهم!
كلمة أخيرة
قد نغفر أو نسامح أو أحياناً نتجاوز.. ولكن لن ننسى!