لماذا يبدو الهلال مختلفاً.. مميزاً، مشتعلاً، ولا يتوقف نوره في كل موسم بل في كل زمان، لماذا لا يشبع ولا تتوقف طموحاته، لماذا لا يمل ولا يهدأ.. لماذا تتهافت عليه الجماهير وتزيد شعبيته كل يوم في المملكة وحتى في الخليج، لماذا يُشّكل صوته رهبة وهيبة.. ولماذا لا يقتنع أحياناً ويرضى، عفواً لم أجد جملة مباشرة وواضحة ومتكاملة سوى.. لأنه الهلال!
في كل الحقب والأزمنة، وتحت أي ظرف ومع أي جيل وبقيادة أي رئيس تجده الثابت ومن حوله متغيرون.. تجده الباقي ومن حوله زائرون، تجده الصامد ومن حوله مترنحون.. لست هلالياً ولا متعصباً له ولا ذا ميول زرقاء، ولكن حين يكون الواقع أمامك لا يمكن أن تتجاهله وحين يصبح شمساً منيراً لا يمكن أن تغطيه بكل نجوم السماء، وحين يكون القمة لا يمكن إلا أن ترفع رأسك وتمعن النظر فيه.. فهو منارة في الرياضة السعودية بل علامة خاصة يستحق كل من يريد تقديم أطروحات رياضية أن يقدم الهلال وتجربته كنموذج حقيقي للنجاح!
الهلال قد لا يفوز في كل موسم وقد لا يحقق كل أهدافه في كل منافسة وقد لا يفرح جماهيره في كل بطولة ولكنه متواجد لا يغيب.. تجده في الواجهة ولا يختفي، ينافس على كل البطولات ويطمح لحصد أي لقب ويسعى لأن يكون الأول في أي محفل يشارك فيه.. نعم يخسر ولكن ليس بسهولة.. نعم قد يخفق ولكن لا يمكن الجزم بأنه فشل.. ونعم قد لا ينهي موسماً كاملاً ولا يحقق أي لقب، ولكنه في المقدمة لا ينهار ولا يستسلم وأي فريق ينتصر عليه.. يعاني ويتعب ويشقى حتى يحقق مبتغاه!
الهلال ليس الأوحد في المنطقة، ولكنه الأكبر، وليس النادي الجماهيري الوحيد ما بين كل أندية الخليج ولكنه الأكثر، بدون استبيانات ولا استفتاءات ولا تصويت.. فالواقع والصورة والحقيقة وما نراه بأعيننا لا نريد أن نتأكد منه بالطرق الأخرى!
هناك أندية تنتظر شفاعة من أصحاب الأقلام أو المنابر كي يعطيها حقها وهناك أندية لا تعطيك الفرصة كي تقيّمهم أو تضعهم في أغلفة الصحف وعناوين البرامج وفي مقدمتهم الهلال.. فالأزرق ينتزع ذلك سواء قبلت أو زعلت، وهو من يفرض ذلك سواء رضيت أو رفضت.. هو حديث الإعلام والناس والجماهير والمسلسلات وحتى المنافسين، أما هو فلا يتحدث إلا عن نفسه ولا يهتم سوى بالميدان ولا ينشغل إلا بتحقيق غاياته!
هو حقاً «غير».. في لعبه ومتعته ونتائجه واستعادة كبريائه واستمراره في تحقيق أهدافه، لا يتأثر ولا يتغير ولا يتلون ولا يتعذر أو يتحجج، فهو بطل من قبل أن يصبح بطلاً!
كلمة أخيرة
اسمه الهلال.. ولكنه في الحقيقة كل ما في السماء.