هل حقاً يمكن أن نعتبر مباراة الأهلي والزمالك «كلاسيكو العرب».. ولماذا هذا اللقاء هو الذي يجب أن يمثل اسم «الكلاسيكو» بين عشرات أو مئات «الديربيات» والقمم العربية.. الإجابة تكمن في التأثير، فكم من ناد أطلق على اسمه الأهلي، تيمناً في الأهلي وكم من فريق تأسس على يد مدربين من الزمالك، وكم من وسيلة إعلام رياضية شارك في نجاحاتها الكثير من الصحفيين المصريين الذين نقلوا تحدي الأهلي والزمالك إلى مؤسساتهم الإعلامية.. بين صراع هذين الفريقين أنتجت الكثير من الأفلام السينمائية وتصدرت قائمة الأكثر مشاهدة حينها وبين شغف هذين الفريقين صيغت الكثير من القصص والمقالات وحتى الكتب.. وكأنه حدث نادر قد لا يتكرر مرة أخرى!
التفاعل هو من يصنع كرة القدم.. والجدل والاختلاف والتحدي وتنامي الصراع الداخلي والخارجي بين الطرفين، جعل أي رجل شارع عربي، حين يصادف مصرياً لا يعرفه، ويفتتح معه أي حديث يبدأ بالسؤال التقليدي: أهلاوي أم زملكاوي!؟
هناك ربما «ديربيات» عربية لا تقل شدة وحدة عن الأهلي والزمالك.. ولكن لم يكن لهم ذلك التأثير، مثلما فعلت جماهير الفريقين وإعلامهم، وحتى رموزهم، وقوة هذا التأثير تكون أحياناً أقوى من المباراة نفسها!
«أبوظبي الرياضية» شعرت بهذا التأثير لتأتي، وتقدم درساً مختلفاً في تغطية هذا الحدث الذي تستضيفه عاصمتنا.. وقدمت دورة برامجية مصغرة مواكبة مع هذه المباراة، ورغم أنها حققت الكثير من النجاحات إلا أن البعض كان يتساءل عن سر هذا الاهتمام.. ولكن حين تعلم أنك ومن خلال هذه المباراة ستخاطب أغلب الجماهير العربية العاشقة لهذا اللقاء وتستعرض كل إمكانياتك الصحفية والتلفزيونية، وتقدم هذا التنوع لتجعل نفسك جزءاً من أهم مواجهة كروية عربية، حينها ستعرف لماذا كان هذا الاهتمام، فالأهلي والزمالك حدث رياضي واقتصادي وسياحي وترويجي واجتماعي وحتى سياسي.. حدث أكبر من مجرد تسعين دقيقة وقمة أعمق من مجرد بطولة سوبر تلعب خارج الحدود المصرية.. «الكلاسيكو» مختلف لأنه يمكن أن يكون كل شيء.. عرض مسرحي أو يوم عائلي أو فعالية اقتصادية أو ظاهرة سياحية أو أي شيء يخطر ببالك.. ولكن على شكل كرة قدم!
كلمة أخيرة
باختصار ليس «كلاسيكو العرب» فقط.. بل أصل كل الكلاسيكيات والقمم!