من تكون؟
هناك من يعتقد أنه حين يحرز بطولة بحجم الدوري، فإنه بات مَلكا للكون، وهناك من يعتقد أنه إذا كان مطلوباً في السوق فمن حقه أن يتطاول، وأن يخطئ، أو يتجاوز حدوده ويرمي بالكلام دون أن يهتم لردود الفعل.. وهذه النوعيات لا تدرك أنها مجرد أدوات.. تأتي.. تغادر.. تعمل.. تفشل.. ولكنها لا تبقى كل شيء.
من يكون كوزمين حتى يخرج بهذه الطريقة ويقولها علانية “إذا كانوا ينوون دخول الحرب معي فأنا جاهز”، عن أي حرب تتحدث، الحروب لها ناسها، وصراعات كهذه يستطيع عامل بسيط في أي نادٍ أن يدخلها معك ويكسبك.. هم لا يريدون الحرب معك، فأنت مجرد مدرب، دفعوا لك واستأجروك لتعمل معهم بالمال وترحل بقرار.. لا تعطي نفسك أكبر من وضعك، ولا ترفع من قدرك أكثر من حجمك.. ولعلمك، فإن كانوا حقاً يريدون الحرب، فلن تشاهد نفسك مستمراً في ملاعبنا، ولكن لأنك أقل من همومهم لاتزال موجوداً.
البطولات تأتي بك أو بدونك، والألقاب يعرفها العيناوية قبل أن تكون مدرباً أو قبل أن تعرض نفسك عليهم عن طريق «سمسار» يبذل الجهود ليأتي لك بعقد يعيدك إلى الصورة بعد أن ولت عنك الفرص في «الدوحة».. فالفريق الكبير الذي تتحدث عنه بتهكم هو من جعلك تجلس بيننا وتتحدث، وأنقذك من النسيان.
العين لا يحتاج إلى مال، وإنما من يظهر أمام العامة وهو ينتحب و«يولول»، وكأنه أم ثكلى هو من يحتاج للمال، وكل كلامك وادعاءاتك يمكن أن نجمعها ونضعها في علبة ونسميها «شطحة».
ولعلمك، فإن العين الذي شبع من البطولات قبل أن يجلبك إلى هنا، أكبر من أن تؤرقه، فالعين مؤسسة صنعت وعملت من مغمورين نجوماً؛ لأن دورها الريادي يحتم عليها ذلك، والتاريخ إن كان سيذكر لك يوماً مضيئاً من مسيرتك الرياضية، فسيذكر أنك مررت يوماً وعشت بضع سنين في العين.. اذهب واحرز البطولات وحقق الألقاب، فأنت في نظر الكثيرين جزء يسير من منظومة، تأتي وتذهب بالمال، وتنحاز لمن يدفع أكثر.
وقبل أن أنهي حديثي، الأهلي ليس له ذنب وإدارته استنكرت هذا الحديث، وهذا ما تعودناه من كل أنديتنا، فالذي يجمعهم أمور أكبر من مدربين أو لاعبين أو حتى ألقاب.
وأخيراً:
يا كوزمين إذا كنت ترى أن نادي العين بحاجة إلى زي جديد، فهناك غيره لم يعد يكفيهم الزي.. إنهم بحاجة للبحث عن ذواتهم من جديد، قبل أن تضيع.
عمران محمد | Omran.admedia@live.com