تحتفل بلادنا العزيزة في 28 أغسطس من كل عام بيومٍ من أيام الوطن الخالدة والغالية علينا جميعاً، وهو يوم المرأة الإماراتية، الذي يعكس اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة باستكمال بناء الوطن وفق استراتيجية راسخة، ونظرة علمية، ورؤية ثاقبة لتماسك الأسرة والمجتمع، مع الأخذ في الحسبان رهان التنمية المستدامة، بما يتماشى مع شعار «اليوم للغد» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويتوافق مع نهج الدولة الحكيم، وفكر قيادتها الفذ في التركيز على الجهود العلمية والعملية الكبيرة التي تبذلها لضمان التنمية المجتمعية، ومواصلة تقدُّم الوطن، وتحقيق رفعته وتطوره. 
ويُمثِّل الشعار النموذجي «اليوم للغد» أفضل ما يهدف إليه الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية، وما بُذِل من جهود كبيرة لتمكين وتطوير قدرات وإمكانيات المرأة (الأم والبنت والزوجة)، التي تُعد الشريك الرئيسي للرجل في النهوض بالمجتمع عبر بناء الأسرة من جهة، والمشاركة - من جهة أخرى - في جهود تطويره وتنميته في جميع المجالات، ومنها السياسية والاقتصادية والتعليمية والطبية والإنسانية والمجتمعية وغيرها، ما يجعل الاحتفاء بالمرأة، وتخصيص يومٍ لها، حدثاً استثنائيّاً يعزِّز ما تقدمه دولة الإمارات لها من دعم وتمكين على مختلف الصُّعُد. 
وأهمُّ ما يجب الحديث عنه - ونحن في خضم مثل هذه المناسبات الاجتماعية العظيمة المعنى، والكبيرة الجدوى، التي تضعها الدولة وفق خطط مدروسة - هو تلك السياسات الاجتماعية التي تدعم المجتمع، والتماسك الأسري الذي خطت فيه دولة الإمارات خطوات كبيرة جدّاً جعلتها في مصافِّ الدول التي تعتني بالأسرة، بصفتها الخلية الأولى في بناء المجتمع، والمحافظة عليه، إذ أصبحت هذه السياسات مثار إعجاب، ونموذجاً للعديد من دول العالم، وبوَّأت إماراتنا الحبيبة مكانة عالية في المؤشرات العالمية، كما أنها ركيزة رئيسية لسلامة مجتمعنا، وتميُّز جميع أفراده، وتحديداً المرأة، نظراً إلى خصوصية دورها الأسري والمجتمعي، وما وصلت إليه من وظائف بأعلى الدرجات في ميادين العمل العام الواسعة. 
وهذا البناء الأسري، الذي يستند إلى محاور رئيسية عدَّة في عُرف أهل علم الاجتماع، تمثِّل فيه المرأة الدور المحوري من حيث التأثير المباشر، والاهتمام بالأبناء وتربيتهم، والإسهام في بناء المجتمع، والتلاحم الأسري، ولذلك تتجه أغلب مؤشرات التنمية المجتمعية إلى دعم هذا الدور للمرأة، وتعزيزه. أما التماسك الأسري، الذي يشكل حجر الزاوية في التوافق المجتمعي الذي تسعى إليه جميع دول العالم، فتُقدِّم فيه المرأة - وفق وظائفها الأسرية المتنوعة - دوراً رئيسيّاً لتكون الأسرة هي البيئة الأولى لغرس القيم التربوية والوطنية، والسير على خُطى الآباء والأجداد، والأمهات والجدَّات أيضاً، بهدف جَعْل مجتمعنا متماسكاً يحتفي بكل إنجازات المرأة في كل عام.

*أستاذ مساعد في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.