- لنا زميل ظل يشكو من الكهرباء والماء وفواتيرهما، مما اضطره مع الدفع الشهري المتذبذب، والذي يحلف أنه لا يعرف كيف يتم، وبناء على أي معطيات، أن يعيد حساباته الكهربائية مع بارقة كل شهر، وأن ثقته بعدادات الكهرباء منذ أن تحولت إلى اليكترونية أصبحت مصدر شك بالنسبة له شخصياً، خاصة أن حسبة الماء لا تعتمد على «الوَرّة»، وأن جل استهلاكه من الماء لا يزيد على سقاية «يلّبة» في الشهر، فمن أين تأتي كل هذه الفواتير، فأشرنا عليه أن يترك عنه مصادر الطاقة التقليدية، وينصرف إلى الطاقة البديلة، فربما قلت مصاريف الشهر، وأراح نفسه من المراجعة والتدقيق على فواتير الشركة، والذي يطلع هو في الآخر غلطان، وأن حسابات الشركة دقيقة، ووفق «سيستم» لا تنقطع حرارته، ولا يخر منه الماء، فقال: «يعني أرد أشرب من «الولف»، وأتسبح من الخزان، وأعيش على هواء «البنكه»، وأرد أشعل «فنر» أو «مصْرَيّ» في الليل، فبدا أن أخانا لا يفرق بين مصادر الطاقة، ومصادر الدخل، ويعتقد أن مصادر الطاقة هي ساحبة، وقاضية على مصادر الدخل، فأعلن المقاطعة، وتحول لأن يكون من أنصار البيئة، وحزب الخضر، خاصة بعد تجربة شهرين كاملين قضاهما في الخارج، بعيداً عن أعمال البر والتقوى، وأغلق باب بيته، وأفرغه من أهله، وجعله مظلماً، ويبس عشب حديقته، وأسكت كل شيء يمكن أن ينبه عداد الكهرباء والماء في غيابه، لكنه تفاجأ أن فاتورة كل شهر غابه في الخارج، كانت هناك مصاريف كهرباء وماء في الداخل تصل للألف درهم ويزيد!
- من الأمور التي لا تشجع على فعل الخير أن يلتقيك شخص، وفجأة يتحول من السلام الحار، والشد على اليد إلى مد اليد، ويسأل حسنة قليلة تدفع بلاوي كثيرة، لأنه تقطعت به السبيل هنا، ومحفظته سرقت، ولم يذق الطعام منذ يومين، فتنظر له فإذا هو «أمتن عنك» ويصعب أن تصدق أنه يتيم سمين، فتعطيه ما كتب الله له، لكنه لا يرضى بذلك النصيب، ويتحول تدريجياً إلى النصب، وأول ضحاياه والداه - الله يسترهما- والذين لا تعرف عنهما شيئاً، لكنه يضحي بأحدهما، ويقعده على كرسي متحرك، ويمرّض الآخر بحيث يشعرك أنه لن يقدر على القوم والنهوض من جديد، فتكافئه بخجلك، وارتباكك نتيجة كذبه المعلوم عليك، فتزيد أوراقه التي تتساقط من محفظتك إلى جيبه، لكنه لا يشبع، فتبدو عيناه وهما تبرّقان في ثنايا محفظتك، وتكادان تعدان ما فيها، وتقولان زدني، وتلاحظ أصابع يديه وهو يفركها، ويكاد أن ينوي الشر ويسرق منك الخير وفعله!
- هناك أناس من السوء والشر المتعمد، وحب الأذى، لو أن عند الواحد منا أختاً برصاء قرعاء، وأرملة وعجوزاً وعمياء، يستخسرها فيهم!