ما الذي نصحو صباحاً من أجله؟ بالتأكيد كثيرة تلك الأشياء التي تطرق فكرنا وعقلنا وأحلامنا، وربما ضجرنا عندما نصحو صباحاً.. نتذكر الأشياء الجميلة ونعبس لذكرياتنا الحزينة.. تشرق الشمس وتزيل كل تخيلات الليل، فرحةً أو همّاً. النهار ضوء يجلي كل ما راكمه المساء، نبدأ من جديد في صياغة أوقاتنا، ننسج ليومنا عباءة جديدة أو ثوباً جميلاً، نشكر الصباحات الجميلة عندما تصنع الجديد في حياتنا، العمل، الدراسة، الفنون، الرياضة والموسيقى، ثم حب الحياة والتعايش مع الظروف، مهما كانت حالاتنا.
الحياة تمضي بحلوها ومرها، إنها (ديالكتيك) الحياة.. الزمن والوقت لا يتوقف أبداً وإن توقف الفرد، فإن الزمن بالتأكيد سوف يتجاوزه وتدور عجلة الحياة، لا تتوقف عند الذي تحجر أو وقف في مكانه القديم.. أسباب كثيرة تجعلنا نستيقظ في الصباح من أجلها، وربما بكل حماس وقوة ونشاط وحب، نمضي حيث أهدافنا، قد نستيقظ صباحاً ونسارع إلى لقاء الوالدة أو الوالد، ونشعر بسعادة عظيمة بأن الشروق يأتي وهما ما يزالان يرفعان أكف الدعاء لنا بالتوفيق والحياة الهانئة، وربما تمضي إلى حديقة منزلك لتعاين الأشجار والنباتات والأزهار الصغيرة، وتنعم بفاتحة يوم جديد وجميل.. وقد تنهض صباحاً في حبور ونشاط جديد لتمضي إلى عملك بثقة وعزم أكيد لتنجز ما في عهدتك من أعمال، مؤمناً بقدراتك وبأنك إنسان مساهم في صنع هذه الحياة، ولو حتى بجزء صغير من الإنتاج لبلدك، يمضي بعضهم إلى جامعاتهم ومعاهدهم ومدارسهم، ويحدوهم حلم بعيد،، بعضهم قد يستقبل الصباح بالحب والفرح والجمال، بعد أن يستمع لصوت والدته أو حبيبته البعيدة عن ناظره، أسباب كثيرة نعيش من أجلها وننتظر الصباحات أو المساءات الجديدة.. إذاً هناك شيء دائماً نعيش من أجله، ولذلك نحب الحياة بحلوها ومرها.. نعم الحياة دائماً يوجد فيها ما يستحق أن نعيش من أجله، ولعل الشروق المتكرر لسناء الفجر وشعاع الشمس الذهبي واقتحامات الصباح والنهار، الذي يضيء كل شيء، هو الحياة بمفهومها وفلسفتها الأزلية والدائمة، وحقيقة أن الوجود عظيم بكل ظروفه وحالاته، يستحق أن نعيش الحياة والزمن والوقت بكل فرح وسعادة وانشراح وحب، وألا نلتفت لعثرات الزمن إن جاءت يوماً، فقط نمضي مثل إشراقة الشمس وابتساماتها الصباحية المبهجة والتي تحمل الأمل دائماً بالجديد والجميل.. يجب أن نحاول اكتشاف أنفسنا وقدراتنا ونعزز الجميل لدينا في حب الحياة والاستمتاع قدر المستطاع بما يدفعنا إلى الحب والجمال، وأن نزيل كل العراقيل والحواجز، ونبتعد عن بعض الأفراد الذين يزرعون الشوك أو الظلام في الطريق، أو أولئك الذين يجلبون الهم والكدر، ادفع كل الموانع والعوائق إلى الحطام المهجور في حياتك وامضِ مثل نور الشمس وإشراقاتها الجميلة.. نعم أسباب كثيرة تجعلنا نستيقظ في الصباح من أجلها، حتى لو من أجل قطف وردة وتقديمها لمن نحب.