جبال مثل حزام أو شريط صخري تمتد لتحرس أرضاً صحراوية وساحلاً، تتدرج هذه المرتفعات وتختلف صخورها، تحتضن بعض الأراضي الزراعية وتقف حارساً من الرياح، القليل من الناس يسكن هذه الجبال، تظهر الأودية بعد هذه الامتدادات الجبلية، وتكون بحيرات صغيرة بعد أن تروي الأرض، تنبت شجيرات تتدرج في نموها وأشكالها من منحدرات الجبال إلى السفوح. يستغل الناس كل هذه العطايا الطبيعية، وتعمر البساتين وغابات النخيل، وحدها الجبال تظل هي الحارس لكل شيء في زاوية الوطن الشرقية، بينما يأتي الساحل الأمين ثم الصحراء والواحات الداخلية، جغرافية وطن جميلة بتنوعاتها وبيئتها المختلفة، وكل منطقة ومكان له خصوصيته وجمالة. 
تبرز بعض الجبال الصغيرة هنا وهناك وتأخذ شهرة وصيتاً قوياً، ربما لخصوصية وجودها أو لتفردها بالمكان أو العناية الخاصة التي نالتها من المسؤولين عن تلك المنطقة، جبال صغيرة ولكنها أخذت سمعة كبيرة، علامات بارزة ومهمة في هذا الوطن والزمن، يعرفها القاصي والداني، اختفت أهمية بعض الجبال في الجزر وسلسلة الجبال المرتفعة من جبال الحجر الجنوبية، ربما لتغير والظروف وظهور قوة أمنية أكثر تطوراً، وقدرة على المحافظة على سلامة الأرض والإنسان، ولكنها ظلت تلك الجبال التي تعطي أهمية لأمور أخرى، وجمالية للوطن.
الآن تبرز في الإمارات ثلاثة جبال أخذت صدى وصيتاً كبيراً عند الناس، وربما خرج صيتها إلى خارج حدود الإمارات، جبال جميلة ومهمة تدخل الإنسان ليصنع منها شيئاً مختلفاً، نجحت التجربة وخرج هذا الجبل ليرسخ اسمه وأهميته بقوة، سياحية أو اقتصادية أو إنتاجية.. في الأهمية السياحية والترفيهية، يأتي جبل جيس وهو أحد جبال رأس الخيمة، والذي تميز عن تلك السلسلة الجبلية الطويلة والممتدة إلى المنطقة الشرقية، ينفرد هذا الجبل والذي سجل حضوره بقوة، مكاناً سياحياً جميلاً، يقصده الناس من كل حد وصوب، ثم يأتي جبل حفيت في منطقة العين وعلى الرغم من أنه جبل صغير، ولكن حولته العناية الخاصة والاهتمام الكبير وتحويل تلك الصخور الجرداء إلى محطات واستراحات خضراء، تحيط بها البحيرات وتكون محطة سياحية، يأتيها الناس من كل مكان، لقد كانت رؤية صائبة في صنع الجديد الجميل، كذلك حدث في جبل علي في دبي، ذلك الجبل الوحيد والصغير جداً، والذي يتمدد بين الصحراء والبحر، كان المنطقة الصخرية الصغيرة والوحيدة، وكان محطة للرعيان والمرتحلين بين الساحل والصحراء، صخور جبلية، يحيطها الرمل والسباخ، ثم البحر، محطة استراحة لأصحاب (الحلال) من رعاة الإبل والأغنام والماعز، ولكن بعد حين وبعد الرؤية البعيدة في استغلال ذلك الموقع في الحياة الاقتصادية والتجارية، تحول جبل علي إلى اسم كبير وعلامة بارزة ومهمة في الصناعة والإنتاج على مختلف أشكاله وألوانه.
ثلاثة جبال في الإمارات، تتفرد عن الكثير من جبال هذا الوطن وتسجل حضورها ووجودها اليومي عند الناس.. جبل علي الاقتصادي، جبل جيس السياحي وروعة الطبيعة وجمالها، جبل حفيت تاج الخاتم في الصحراء الممتدة إلى ليوا والربع الخالي.. قد تأتي جبال جديدة لاحقاً لتزين جغرافية هذا الوطن الجميل.