في علم الإدارة هناك عوامل كثيرة مساعدة ومحفزة لنجاح المنظومة، أياً كانت إدارية أم مالية، ثقافية أم تربوية.. الرياضة جزء من هذه المنظومة، والرياضة كغيرها من المجالات الأخرى التي نجد فيها انتقال الشخص برغبته من جهة إلى أخرى لعدم ملاءمة بيئة العمل وفرص تألقه وإثبات ذاته.
وفي المجال الرياضي والإدارة الرياضية وتحديداً الجانب الفني، هناك عوامل محفزة ومعززة للعمل، أهمها الإدارية في المقام الأول وتجانس فريق العمل بالنسبة للطواقم الفنية، بخلاف نوعية اللاعبين الذين هم العنصر الأساسي في المنظومة.
ومن يلمس ذلك، وبشكل مباشر هم الطواقم الفنية عامة والمدربون على وجه الخصوص، والأكثر تأثراً بذلك من واقع عملهم في التدريبات اليومية ونتائج فرقهم في المباريات الرسمية، وتكون نتائجها ملموسة للجميع، لذلك تشير أصابع النجاح للمدرب الذي يقود الفريق الفني وترتفع أسهمه عند الخصوم وكأنه هو بمفرده من يصنع الفارق في الفريق، لذلك تسعى الأندية المنافسة لإغرائه بالانتقال إليها، وسرعان ما تتضح الحقيقة بأن عوامل النجاح ليست محصورة في شخص المدرب، وإنما في منظومة العمل الذي كان يقودها، فشتان بين فريق وبيئة العمل في ناديه السابق والظروف المحيطة به، وتتعالى الأصوات بالتعاقد مع غيره، رغم نجاحه المشهود في ناديه السابق بإمكاناته المحدودة والحالي بامتيازاته ووضعه المالي بين الأندية الأخرى.
كثيرة هي الحالات التي لمسناها مع العديد منهم في أنديتنا وعودة بعضهم إلى عرينهم السابق، إلا أن العوامل التي ساعدت على نجاحه وتألقه لم تعد كما ألفه ليواصل نجاحه كما ألفه، لأن قناعات فريق عمله لم تعد كما ألفها، وكأن هناك أزمة ثقة وتفاعل المنظومة معه كما كان، لذلك يخسر ما بناه في بدايات عمله.
أقول ذلك بعد ما لمسنا ذلك من بعض الطواقم الفنية مع بعض أنديتنا التي رحلت بإغراءات، وعادت بعد ذلك بخيبات بعد أن فقدت ثقة فريق العمل كما اعتادها ليكون هو الخاسر في ذلك، وليتعلم درساً مجانياً بأن نجاحه مع منظومة عمله لم يكن صناعة من طرفه، وإنما كل المنظومة ساعدته على تحقيقه، وحينما فقد هذه الثقة لم تعد تجربته مع المنظومة الأكثر إمكانية سبباً في نجاحه، وإنما عوامل كثيرة ساعدته على تحقيقها.
لذلك نؤكد بأن بيئة العمل هي أساس التألق والنجاح، لا شخص بمفرده كما يعتقد بعضهم.