نصوم هذه الأيام العَشْرُ الأولى من شهر رمضان المبارك، الذي يُعدّ مناسبةً استثنائية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمتزج الأجواء الروحانية بالعادات والتقاليد الاجتماعية، إلى جانب مبادرات العطاء والعمل الإنساني التي تعكس قيّم المجتمع الإماراتي.
ويتميز الشهر الفضيل في الإمارات بفعاليات دينية واجتماعية وثقافية تعزز الترابط الأسري والتكافل المجتمعي. ونحن اليوم في «عام المجتمع» نستشعر قيمةَ الروح الأسرية في ظل أجواء شهرنا الفضيل بشكلٍ أعمق وأرسخ.
والآن، في شهر رمضان المبارك، يستشعر كل مَن يعيش على أرض الإمارات الطيّبة قيمةَ الروحانيات من خلال الممارسات الدينية، ففي بداية كل شهر من رمضان تتزين الشوارع والمساجد بالمصابيح والفوانيس الرمضانية، وتُقام موائد الإفطار الجماعية التي تجمع العائلات والأصدقاء، وهذا تعزيز لافت للقيم الاجتماعية وربطٌ لأواصر المحبة بين الجميع.
ومن أبرز التقاليد الإماراتية التي تستمر خلال رمضان إطلاق مدفع الإفطار، الذي يعلن غروب الشمس وبدء وقت الإفطار، كما يحرص المسلمون في الإمارات على أداء صلاة التراويح في المساجد التي تزداد ازدحاماً بالمصلين، حيث تسود أجواء روحانية تعزز التقوى والعبادة والخشوع. وإلى جانب ذلك، تُنظم الدروس الدينية والمحاضرات في المساجد والمراكز الإسلامية لنشر القيم الإسلامية ولتعزيز الوعي الديني.ومن منطلق آخر، تعم البهجةُ عند اقتراب العيد لدى كل فرد إماراتي أو مقيم على هذه الأرض الطيبة، فنجد الأسواق والمحلات تعج بالأفراد الذين يتبضعون لاقتناء المستلزمات الرمضانية، ولشراء مُقتنيات العيد أيضاً، حيث تُعرض في هذه المحلات المنتجات التقليدية، والمأكولات الشعبية، والهدايا الرمضانية. وعلى هذا النحو، تُقام الخِيَّم الرمضانية التي توفر وجبات الإفطار والسحور وسط أجواء إماراتية أصيلة. وتُعد هذه الفعاليات جزءاً لا يتجزأ من تجربة رمضان في الإمارات لكونها تعكس الموروث الثقافي الغني للبلاد.
أمّا المناسبة العُظمى التي يتميز بها رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي «يوم زايد الإنساني»، والذي يُصادف يوم الـ19 رمضان من كل عام، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. وقد خُصص هذا اليوم للاحتفاء بإرثه الإنساني والخيري ولإحياء ذكراه الخالدة في نفوس الشعب الإماراتي الأصيل. ويتميز «يوم زايد الإنساني» بإطلاق حملات خيرية وإنسانية داخل الدولة وخارجها. تشمل هذه الحملات والمبادرات توزيع المساعدات على الأسر المحتاجة، وتقديم وجبات الإفطار، وإطلاق مشاريع تنموية مستدامة مثل بناء المدارس والمستشفيات وحفر الآبار وتقديم كافة السبل العلاجية والطبية للمتضررين من الشعوب الأخرى.
الهوية الإماراتية لها طابع مميز لدى كل فرد في المجتمع الإماراتي، حيث تُبرز الأجواء الرمضانية في الإمارات قيم التآزر والتكافل الاجتماعي، وتزداد المبادرات الخيرية التي تشارك فيها الجهات الحكومية والخاصة والأفراد مثل «الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» و«الهلال الأحمر الإماراتي»، مما يعكس روح التسامح والعطاء التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الإماراتية.
ومسك الختام، نتقدم بالتهنئة والتبريكات للجميع بمناسبة حلول شهر رمضان المُبارك ونسأل الله أن يُعيده علينا جميعاً باليُمن والخير والبركة.
*كاتبة إماراتية