من المدهش أن يتم بناء محطة قطار في ست ساعات فقط، وهذا تحديداً ما نجحت فيه اليابان مؤخراً، ففي هذه الصورة نرى عمالاً يُجمِّعون محطة قطار هاتسوشيما الجديدة، المصنوعة من مكونات مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، في منطقة ريفية قرب مدينة «أريدا» اليابانية. في غضون ست ساعات فقط، بين مغادرة آخر قطار ليلي ووصول أول قطار صباحي، تمكّن العمال من بناء محطة القطار الجديدة بالكامل، كي تحل محل مبنى خشبي كان يخدم المسافرين في هذه المنطقة النائية لأكثر من 75 عاماً. وقد تمت صناعة مكونات المحطة الجديدة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في موقع آخر، ثم تم تجميعها في إطار ما وصفه مشغّلو السكك الحديدية بأنه «الإنجاز الأول من نوعه على مستوى العالم».

وتبدو المحطة أشبه بمأوى أكثر من كونها مبنى محطة قطارات، لكن بناءها بالطريقة التقليدية كان سيستغرق أكثر من شهرين ويكلّف ضعف التكاليف الحالية، بحسب شركة سكك حديد غرب اليابان. ومع تقدم السكان في السن وتقلص القوى العاملة في اليابان، أصبحت صيانة البنية التحتية للسكك الحديدية، بما في ذلك مباني المحطات القديمة، تحدياً متنامياً بالنسبة للشركات المشغّلة، وبالأخص فيما يتعلق بالمحطات الريفية، التي يتناقص عدد مستخدميها.

المحطة الجديدة (هاتسوشيما)، تقع في منطقة ساحلية ريفية هادئة ضمن محافظة «واكاياما»، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 25 ألف نسمة، وهي تجاور محافظتي «أوساكا» و«نارا» الشهيرتين سياحياً. المحطة تخدم خطاً واحداً تمر فيه القطارات من مرة إلى ثلاث مرات في الساعة، ويستخدمها نحو 530 راكباً يومياً.

ويأمل مسؤولو السكك الحديدية أن يُظهر المشروع الجديد كيف يمكن الحفاظ على المحطات وتحديثها باستمرار في المناطق النائية، باستخدام التكنولوجيا الحديثة وبعدد أقل من العمال. وكما قال أحد مسؤولي الشركة المنفذة، فإن أهمية هذا المشروع تكمن في تقليل عدد الأفراد المطلوبين للعمل على نحو كبير للغاية.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)