تعود «كأس الخليج العربي» إلى الواجهة، كبطولة للتميز والريادة في كرة القدم الخليجية، محملةً بذكريات الماضي وطموحات المستقبل. ومنذ انطلاقتها الأولى في 1970 كانت هذه البطولة مسرحاً للعديد من اللحظات التاريخية التي تجمع الفِرق الكروية الخليجية، حيث كان التنافس على الألقاب والحوافز المالية للفرق جزءاً مهماً من تنظيم البطولة التي لعبت وتلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد الرياضي لدول الخليج العربية.

ولا ننسى أن جذب الجماهير الكروية من دول الخليج العربية وباقي دول العالم، يعزز القطاع السياحي بما في ذلك الإقامة والنقل والمطاعم والفنادق.. وهو القطاع الذي يشهد زيادةً ملحوظة في النشاط بما يحقق عائدات إضافية للدولة المضيفة في كل دورة من دورات الكأس. وضمن التقديرات المالية للبطولة هناك حقوق البث التي تصل عشرات ملايين الدولارات، والرعايات التجارية التي تتراوح بين 15 و50 مليون دولار حسب حجم البطولة وموقعها.

ويدخل في الأثر الاقتصادي لكأس الخليج العربي كونها تسهم في تعزيز البنية التحتية الرياضية، وفي تحسين صورة الدولة المضيفة (عالمياً)، بالإضافة إلى تشجيع الإنفاق على الرياضة والثقافة. أما المنتخب الأكثر تتويجاً في كأس الخليج العربي، فهو منتخب الكويت الذي فاز بالكأس 10 مرات، والهداف التاريخي للبطولة هو جاسم يعقوب الذي استطاع تسجيل 18 هدفاً وأصبح مصدر فخر للكويت أيضاً.

ولا شك في أن الكويت تمتلك ما يؤهلها لأن تكون في الصفوف الأولى على مستوى السياحة والاقتصاد والبنية التحتية والإنفاق الرياضي. والشعوب الخليجية تميل إلى الاستمتاع بنوافذ الأوقات العائلية والأسرية، وهي نوافذ تقدمها كل الدول الخليجية، بما فيها الكويت، حيث أصبح للأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية والسياحية أهميتها المتزايدة، وخاصة صناعة السياحة كمسهم في تنويع مصادر الدخل غير النفطية.

ونجاح «خليجي 26» فرصة لتعزيز مكانة الكويت كوجهة رياضية دولية، ومن شأنه أن يفتح أمامها المجال لاستضافة كأس آسيا 2031، علاوة على استضافة معسكرات تدريبية آسيوية أو دولية على مدار العام. ومن شأن هذه الاستضافة أيضاً تحفيزَ قطاع الإعلام، بفضل التغطية الإعلامية المحلية الواسعة، والدور الذي تعلبه شركات الإعلان المصاحب للبطولة، وكذلك تعزيز روح ريادة الأعمال من شركات صغيرة ومتوسطة تحقق النمو وتخوض تجارب سياحية متخصصة.

ومن الجوانب الإيجابية لهذا الحدث الرياضي المهم زيادة الإنفاق في قطاعات الضيافة من مطاعم وفنادق ووسائل نقل، بالإضافة إلى دعم الأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة عبر منظومة متكاملة من المنتجات والخدمات، وكل ذلك يسهم في جذب الجماهير من دول الخليج العربية، مما يعزز إشغال الفنادق ويزيد الدخل السياحي ويعزز صورة البلد المضيف كوجهة سياحية وثقافية.

وتسهم البطولة في توطيد العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، سواء على المستوى الرياضي أو على الصعيد الاقتصادي، كما تسهم في تعزيز الاهتمام بالرياضة بين الشباب مما ينعكس إيجابياً على صحة المجتمع والفرد ويعزز الاستثمار في مجال الرياضة كقطاع اقتصادي مستدام.

*كاتب كويتي