تعكس زيارة الدولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى دولة الكويت الشقيقة أمس الأحد 10 نوفمبر 2024، تلبية لدعوة من أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حفظه الله، العلاقات المتميزة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، وهي العلاقات التي تزداد رسوخاً من مرحلة إلى أخرى في ظل الاهتمام الخاص الذي توليه القيادة الرشيدة في الدولتين لتطويرها بشكل مستمر وجعلها أنموذجاً يُحتذى به للعلاقات الثنائية بين الدول العربية الشقيقة.
وقد وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه العلاقات الأخوية المتجذرة بقوله: «تربطنا بالكويت علاقات أخوية تاريخية تقوم على أسس راسخة من التفاهم والاحترام على المستويين الرسمي والشعبي.. ونحن حريصون على العمل معاً على تقوية هذه العلاقات وتنميتها ودعم العمل الخليجي المشترك وتعزيز أسس الاستقرار والازدهار في المنطقة لمصلحة شعوبها كافة».
وقد شملت الزيارة بحث صاحب السمو رئيس الدولة، مع أخيه صاحب السمو أمير دولة الكويت، العلاقات الأخوية التاريخية وجوانب التعاون والعمل المشترك بين الدولتين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وغيرها من المجالات الحيوية التي تعزز رؤيتهما تجاه تحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما والسلام والاستقرار في المنطقة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى العمق التاريخي الذي تتميز به العلاقات الإماراتية- الكويتية، حيث كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وقد تم افتتاح سفارة الدولة لدى الكويت عام 1972، فيما تم افتتاح سفارة دولة الكويت في أبوظبي في العام نفسه. ويؤكد تطور العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت المستوى المتقدم للشراكة الراسخة بينها، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين عام 2023 نحو 12.2 مليار دولار بزيادة بنسبة 16% مقارنة بعام 2021، وتعد الإمارات الشريك التجاري الأول خليجياً وعربياً للكويت، كما أن الإمارات في المرتبة الثالثة من حيث أهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة، وتأتي الكويت في المرتبة الثانية عشرة بين أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات عالمياً، وقد وصل عدد الشركات الكويتية المستثمرة في دولة الإمارات إلى 54 شركة خلال الفترة بين عامي 2003 - 2022، وفي المقابل، بلغ عدد الشركات الإماراتية المستثمرة في الكويت 133 خلال الفترة نفسها.
وكان صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قد قام بزيارة دولة إلى دولة الإمارات في 5 مارس 2024، حيث بحث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الثنائية، وقد شملت هذه المباحثات مختلف جوانب العلاقات بين الدولتين، خاصة مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية التي شهدت نقلات نوعية كبيرة خلال السنوات الماضية، على نحو يُعبر عن المكانة المهمة للاقتصاد لدى قادة الدولتين، باعتباره مصدراً لبناء المكانة وامتلاك القوة والفاعلية، وركيزة للاستقرار السياسي والاجتماعي، وداعماً رئيساً لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط التنموية التي تضمن استدامة الرخاء والازدهار.
وثمة العديد من العوامل التي تدعم التطوير المستمر للعلاقات بين الإمارات والكويت، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الرؤية المشتركة لديهما للسلام والاستقرار في المنطقة، والدور الفاعل لهما في تشجيع الحوار الدبلوماسي، حيث تدعوان إلى إيجاد سبل دبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية، والحفاظ على موقف ينسجم مع القوانين الدولية، ومنع أي تصعيد إضافي في المنطقة، كما تلعب الإمارات والكويت دوراً فعالاً في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي.
وفي ظل العلاقات المتميزة التي تجمع بين دولة الإمارات ودولة الكويت، كان الاحتفاء الكبير بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة الكويت من قبل وسائل الإعلام الكويتية كافة، التي حرصت على إبراز أهميتها ودورها المنتظر في الارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب، لاسيما في ظل تطلعهما إلى زيادة حجم التبادل التجاري وفتح مجالات أوسع للتعاون الثنائي ضمن منظومتي العمل الخليجي والعربي المشترك، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤى الدولتين نحو مستقبل أفضل لشعبيهما الشقيقين وشعوب المنطقة.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.