قوة السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة فاقت قدرةَ سد «علاو» على التحمل، فانهار جداره متسبباً في غرق جزء كبير من مدينة مايدوجوري بشمال شرق نيجيريا. القرويون الذين يقطنون بالقرب من السد تحدثوا لسنوات عن وجود عطب في هيكله، وعن خزانه الممتلئ عن آخره، لكن المصالح الفنية المحلية كانت تؤكد متانة السد في مواجهة أي أمطار مهما بلغت قوتها، وعلى أنه لا داعي للقلق من حالته. وبعد هطول أمطار غزيرة في الآونة الأخيرة، اخترق الماءُ جدارَ سد «علاو»، تاركاً ثلثي مدينة مايدوجوري تحت الماء، ومتسبباً في مقتل حوالي 1000 شخص، وفي نزوح ما يقرب من نصف مليون آخرين.
وكما أوضحت المصالح المحلية، فإن السدد تضرر بشدة ولم تفلح المحاولات الهندسية الرامية إلى تصحيح الأخطاء التشغيلية فيه. أما معظم المتضررين من انهيار السد، وفقاً للمصالح المحلية، فقد كانوا ممن اختاروا العيشَ في منازل هشة أسفل السد، بالقرب من مجرى نهر «نغادا» الذي فاضت مياهه عقب انهيار «علاو» بسبب أمطار غير مسبوقة في غزارتها.
لقد فوجئ الجميع بالسيول التي أغرقت في وقت قياسي معظمَ المدينة، حيث تذكر إحدى الأمهات أن المياه تسللت فجأةً إلى منزلها، فأدركت أنه عليها المغادرةُ فوراً مع ابنها الصغير (4 سنوات)، فجمعت بعضَ أمتعتها واتجهت إلى جسر قريب. لكن سرعان ما ارتفع منسوب المياه من مستوى الركبة إلى مستوى الورك ثم الصدر ثم العنق. وبعد لحظات عصيبة، وصل رجالُ إنقاذ على متن شاحنة كانوا يأخذون الأطفال فقط، فسلّمتهم ابنَها الصغير دون أن تكون متأكدةً مِن أنه سينجو، ولم تعثر عليه إلا بعد ثلاثة أيام من البحث، أما هي فوجدت نفسَها في شاحنة إنقاذ أخرى، وقد رأت امرأةً وطفلاً يُسحقان حتى الموت تحت أقدام أشخاص مذعورين، على حد قولها. وعلى مدى ساعات كانت ترى المدينةَ في حالة جنون من حولها. كما رأت الصيادين عند السد وقد غرقوا في المياه المتدفقة، وشاهدت العشرات من جيرانها، بمن فيهم الأطفال، وقد جرفتهم السيول أثناء محاولتهم الفرار. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)