تقوم «مايرا ميلينديز جونزاليس»، وهي فنية تعمل في محطة «توليك فيلد» في شمال ولاية ألاسكا الأميركية، بجمع عينات من مياه المنطقة، لإجراء تجربة على أحد الجداول المتجمدة هناك. إن الحالة المناخية لهذه الولاية المطلة على المحيط المتجمد الشمالي، تمثل مؤشراً على مستقبل المناخ العالمي، وما يتوقع بشأنه من تغيرات، خاصة فيما يتعلق بذوبان الثلوج الذي أصبح يحدث بمعدلات ملحوظة للغاية، مسبباً الشعورَ بالقلق لدى علماء المناخ وجميع المهتمين بالأوضاع البيئية العالمية.
وقد ازداد قلق العلماء جراء توقف التعاون العلمي في بحوث منطقة القطب الشمالي بين دوله الثلاث الرئيسة، أي الولايات المتحدة وروسيا وكندا، ما أدى إلى تعطلٍ يهدد بترك المجتمع العلمي من دون صورة واضحة حول حرارة الأرض.
إن ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي يشكل تهديداً للمناخ، وقد تسببت التطورات الجيوسياسية، خلال العامين الأخيرين، في تباطؤ البيانات المتدفقة بين العلماء الغربيين والروس، الأمر الذي أدى إلى انقطاع العمل في مجموعة من المشاريع العلمية المناخية المشتركة. ويؤدي توقف التعاون إلى إعاقة الجهود الرامية إلى مراقبة انكماش القطب الشمالي، الذي يسخن أربع مرات أسرع من المتوسط العالمي، مما يسرّع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وكما أوضح عالم إيطالي متخصص في التربة الصقيعية، فإنه «من المستحيل فهم كيف يتغيّر القطب الشمالي من دون روسيا». قال ذلك، وهو يجول بصعوبة وسط الثلوج غير بعيد من محطة «توليك فيلد»، وهي محطة بحثية تديرها «جامعة ألاسكا فيربانكس» في الجزء الشمالي من الولاية، حيث لجأ العلماء الغربيون إلى محطات مثل هذه للعمل في القطب الشمالي. لكن من دون ما تقدمه محطات الأبحاث الروسية من معلومات، تبقى جهود هؤلاء العلماء محدودة الفائدة، ما يحرم صناع السياسات من إمكانية امتلاك صورة واضحة حول اتجاه التغيرات في حرارة الأرض. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)