يبذل «كانان بوسلر»، العاملُ في شركة الكهرباء المحلية، مجهوداً مضنياً للإسهام في خطط التصدي لواحد من التحديات التي تواجه سلامة البيئة في هذه البقعة من الأرض. إنه يقوم بحفر خندق لتمرير الكابلات الكهربائية بغية توصيلها بجهاز قياس كمية المياه المتسربة عبر التربة، وذلك بالقرب من جبل روبرتس المجاور لمدينة جونو عاصمة ولاية ألاسكا الأميركية. ففي هذه الولاية بالخصوص تتزايد الانهيارات الأرضية المميتة، وغيرها من المخاطر البيئية الأخرى التي أصبحت تمثل تحدياً وتهديداً لسلامة الإنسان.
وألاسكا التي هي إحدى ولايات إقليم المحيط الهادئ تعد أكبر ولاية أميركية، إذ توازي مساحتُها، البالغة نحو 1.518 مليون كيلو متر مربع، خُمسَ إجمالي مساحة الولايات المتحدة، وأكثر من ضعف مساحة ولاية تكساس. لكنها ألاسكا منفصلة عن بقية أراضي الولايات المتحدة، إذ تحول بينها معها 800 كيلومتر من الأراضي الكندية. وهي محاطة بكثير من المياه، مثل خليج ألاسكا والمحيط الهادئ وبحر بيرنغ وبحر تشوكشي والمحيط المتجمد الشمالي وبحر بيوفورت.. ولهذا السبب فهي ذات بنية تضاريسية معقدة وصعبة، ووجود سكاني محدود بالقياس إلى باقي الولايات الأميركية الأخرى.
وقد شهدت ألاسكا، خلال الأشهر العشرة الماضية انهيارات أرضية عدة، أسفرت عن وقوع ضحايا وأضرار مادية، وتمثل أحد الانهيارات في نزول جدول من التل على قرية صيد يبلغ عدد سكانها ألفي نسمة، حيث لقي بضعةُ أشخاص حتفهم على الفور، وتمت تعبئة إمكانات وموارد مادية وفنية كبيرة في عمليات الإنقاذ والإجلاء.
وعلى ضوء الانهيارات الأرضية المتتالية، تهتم السلطات المحلية في ألاسكا بالاطلاع على بنية التربة، ومدى هشاشتها أو تماسكها في مناطق الولاية، وهو ما يتطلب قبل كل شيء قياسَ معدلات تسرب الماء في الطبقات المكوِّنة لهذه التربة! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)