يمثل الزحام المروري جزءاً من الحياة اليومية لسكان «كانو»، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان (مليونا نسمة) في نيجيريا. إنها عاصمة إقليم كانو في شمال البلاد، والتي اشتهرت منذ العصور الغابرة بأسوارها العظيمة وبواباتها المتعددة الضخمة، خاصة منذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر اللذين شهدا حركة إصلاح ديني، وتوسع اقتصادي، كما شهدا قدومَ هجرات بشرية متعددة من بقية مناطق الغرب الأفريقي. وفي القرن التاسع عشر، اطلعت «كانو» بأدوار كبيرة في تقوية الأوضاع المالية والعسكرية والسياسية للدولة الصوكوتية. وعلى مر القرون، ظلت «كانو» مدينة محافظةً على كثير من أنماط حياتها، لاسيما أسواقها التجارية ومدارسها الدينية ونظامها الاجتماعي متمثلاً في نظام الأسرة الممتدة. 

وفي كثير من بيوت المدينة، وعلى الأرصفة حيث يجلس الأطفال وهم يحفظون دروسهم اليومية من القرآن الكريم، يتحدث الجميع عن برنامجهم التلفزيوني المفضل، وهو دراما كوميدية بعنوان «جيدان باداماسي». ويبدو كما لو أن الجميع تقريباً يعرفون شخصاً مثل بطل الدراما الكوميدية، وهو رجل ثري له الكثير من الأطفال، لدرجة أنه فقد القدرة على تذكر أسمائهم جميعاً. 
إنها قضية رأي عام في كثير من البلدان الأفريقية، أي الزيادة الديموغرافية الأكبر في قارات العالم، حيث تفتح طفرةُ الشباب فرصاً هائلة لأفريقيا كي تملك التأثير العالمي وتحقق النمو الاقتصادي، وإن كانت تفرض في الوقت ذاته تحدياً كبيراً بسبب ما تتطلبه من إمكانات لتوفير الغذاء والتعليم وفرص العمل.
النساء في أفريقيا لديهن في المتوسط خمسة أطفال، في حين أن النساء الأميركيات والأوروبيات لديهن حوالي 1.5 طفل فقط، أما النساء الصينيات فأقل من ذلك. 
غير أن معدل المواليد في أفريقيا ينخفض​ تدريجياً، وقد تقلص بنحو 38% على مدى السنوات الستين الماضية، والسبب الرئيسي هو التعليم والاقتصاد والمواقف المتغيرة تجاه حجم الأسرة، والتي يعكسها الجدل المثار على خلفية الدراما الكوميدية «جيدان باداماسي»، وهي أحد أنجح البرامج التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة على القناة الحكومية النيجيرية الناطقة بلغة الهاوسا. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)