مَنظرٌ لشروق الشمس على درب «روكسبورو باركيت» في مدينة تورنتو بكندا، وسط شبكة مترامية الأطراف من الوديان التي تمر عبر أكبر مدينة في البلاد، ما يوفر للمستكشفين الحضريين واحةً من أصوات الطيور والجداول المتدفقة والأشجار الهامسة على مدار الوقت.
وبينما يمكن للزائر أن يتمايل بقدميه فوق ضفة جدول مائي سريع الجريان، يمكنه أيضاً مراقبة ضوء الشمس، وهو يتسلل عبر مظلة من الأشجار المورقة فوقه مباشرةً. وفي وسط مدينة يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، ربما يشعر الإنسان بالوحدة الشديدة، وهو شعور يرغب فيه كثير ممن يقررون القدوم إلى مثل هذه الأماكن الطبيعية، بحثاً عن الراحة والاستجمام.
يشكل نظام الوديان في تورنتو واحةً متراميةَ الأطراف تبدو، كما لو أنها سهول برية، رغم أصوات خرير المياه وحفيف الأغصان وزقزقة العصافير بشتى أنواعها وألوانها. وغالباً ما يرى سكان تورنتو الوديان كمساحة خاصة بهم، حيث تتعايش الحفلات تحت الأرض والبستنة غير المنظمة ومخيمات المشردين. وعموماً فالناس في هذه المدينة يذهبون إلى الوديان، لأنها قريبة من منازلهم، حيث تشكل شبكة الوديان جزءاً مهماً من البنية العمرانية والديموغرافية لتورنتو.
وكانت وديان مدينة تورنتو في القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين، عبارة عن مكبات مهمل للقمامة، والآن أصبحت ذات قيمة عالية لتنوعها البيولوجي، وجمالها الطبيعي غير المصطنع. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)