ترتكز الاستدامة على مجموعة من الممارسات التي تؤدي إلى الكفاءة في استخدام الموارد من طاقة ومياه ومواد كما تقلل من التأثيرات الضارة على صحة الإنسان، من خلال اختيار موقع البناء وعمليات التصميم والتشغيل والصيانة. وترتكز الاستدامة على ثلاثة مكونات أساسية: هي البيئة والمجتمع والاقتصاد، لذلك يجب أن يتوفر التوازن بين العناصر الثلاثة من أجل تحقيق متطلبات الإنسان للوصل إلى رفاهية العيش مع المحافظة على البيئة بطريقة اقتصادية. 
في الإمارات وتحديداً في عام 2010، وافق مجلس الوزراء على اعتماد معايير البناء الأخضر، ووضع محددات البناء المستدام ليتم تطبيقها في جميع أنحاء البلاد، وقد بدأ تطبيق هذه المعايير في المباني الحكومية مطلع عام 2011.
بهذا السياق قدمت أبوظبي نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ ذا الخمس مستويات من «برنامج استدامة». وأصبح إلزامياً على جميع المباني الجديدة أن تحصل على تصنيف اللؤلؤة الواحدة، في حين يجب أن تحصل جميع المباني الحكومية والفيلات السكنية على اثنين من اللآلئ، حيث حققت دولة الامارات تقدماً كبيراً على صعيد تطوير المباني الخضراء، حيث تعتبر من أبرز الدول التي تواكب مستجدات استدامة المباني، وهذا التطور الكبير يعود إلى المبادرات الحكومية المختلفة التي تسعى لتأصيل الاستدامة في مختلف المشاريع التنموية والتجارية والسكنية، والتزام المسؤولين بكافة مستوياتهم بتحسين جودة الحياة، والوصول إلى الحياد الكربوني. 
وأهم معايير المباني الخضراء تتمثل في خفض استهلاك المياه والطاقة، استخدام مواد بناء صديقة للبيئة ومستدامة لتصميم المباني والتشييد والصيانة، الحد من النفايات والتلوث من خلال جهود إعادة التدوير وإعادة استخدام الموارد، والتقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تعزيز البيئة الطبيعية من خلال الأسطح الخضراء أو الحدائق المجمّعة. والمباني الخضراء كذلك تساهم في تحقيق الوفره المالية بشكل أساسي، من خلال خفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بتخفيض استهلاك الطاقة والمياه، فضلاً عن انخفاض نفقات الصيانة.
والمباني الخضراء تشمل في العادة جودة هواء أفضل، إضاءة طبيعية وفيرة، توافر إطلالات، ومكافحة الضوضاء والتي تفيد شاغلي المبنى، مما يجعل هذه المباني مكان أفضل للعمل أو المعيشة. ومن السمات الأساسية للمباني الخضراء التشديد على حماية التوازن البيئي الموجود، وتحسين البيئات التي قد تكون قد تضررت في الماضي. ومن شروط ومواصفات المباني الخضراء كفاءة استخدام الطاقة، كفاءة استخدام المياه، كفاءة الموارد وإدارة النفايات، التصميم وبيئة المباني، حيوية المباني والراحة الإنسانية. 
في إمارة أبوظبي يهدف نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ للمباني بشكل أساسي إلى تعزيز إنشاء المباني المستدامة وتحسين نمط الحياة وللوصول إلى مباني مستدامة، فإن ذلك يتطلب تكامل المحاور الأربعة الرئيسية لبرنامج استدامة مع منهج قائم على التعاون المشترك وتعدد التخصصات من أجل الإجادة في عمليات التخطيط، وهو ما يعرف باسم «عملية التطوير المتكامل». كما يشجع هذا النظام على ترشيد استهلاك المياه والكهرباء وخفض كميات النفايات ويُشجع على استخدام المواد محلية الصنع، ويهدف كذلك إلى دعم الاستعانة بالمواد والمنتجات المستدامة المعاد تدويرها.

ويعزز نظام «السعفات» المعتمد في إمارة دبي سلامة المستخدمين في المباني، ويضمن إيجاد بيئة أكثر استدامة للأجيال القادمة، كما يشجع التفكير الابتكاري لتحقيق تكامل فعّال بين الأنظمة والتقنيات البيئية في تصميم المباني، مما ينعكس إيجابياً على تحسين الأداء البيئي، وتحقيق توفير حقيقي في استهلاك الطاقة، وتحسين كفاءة الأنظمة الكهربائية والميكانيكية، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليل انبعاثات الكربون. وقد اعتمدت إمارة دبي كذلك شروط ومواصفات المباني الخضراء، والتي تحتوي على 79 من المواصفات القياسية التي هي الآن إلزامية لجميع المشاريع الإنشائية بالامارة، وكذلك هناك برامج تنظم الاعتماد على المباني الخضراء وتشجيعها في كافة إمارات الدولة.

*باحث في الطاقة المتجددة