في يوم الثلاثاء الماضي، وخلال أول خطاب ألقاه «تيم والز» كمرشح لمنصب نائب الرئيس لكامالا هاريس، وجه الشكر للمرشحة «الديمقراطية» على ما وصفه بـ«إعادة البهجة».
لم أدرك إلا لاحقاً مدى البهجة وراء ترشح هاريس للرئاسة. ليس بسبب موقف محدد اتخذته - فهي لا تعبر عن مواقف سياسية تختلف اختلافاً كبيراً عن مواقف الرئيس جو بايدن.
ومع ذلك، فهي تسمح لنفسها بأن تكون مصدراً للطاقة الليبرالية المكبوتة. لقد قللت من تقدير مقدار الضرر الذي لحق بالناخبين «الديمقراطيين» على مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية - ليس في الأساس بسبب إدارة بايدن، ولكن بسبب الحروب الثقافية التي تبدو بلا نهاية - وكيف تحول هذا الضرر إلى شكل من أشكال الاكتئاب الانتخابي. بلغت حركة «حياة السود تهم» ذروتها ثم تضاءلت بينما أصبح رد الفعل الثقافي عليها (وما يسمى باليقظة) محدوداً.
ولم يفشل إصلاح الشرطة، في شكل إقرار تشريع فيدرالي، فحسب، بل أصبحت فكرته أيضاً غير مثيرة للاهتمام. لقد تعطلت التشريعات الفيدرالية الخاصة بحقوق التصويت، وسارعت العديد من الولايات إلى سن قيود جديدة على الناخبين. وفوق كل ذلك كانت هناك حرب في قطاع غزة - بدعم من إدارة بايدن - والتي اعتبرها العديد من التقدميين الشباب على وجه الخصوص جائرة. بينما كان لا يزال في سباق 2024، قدمت حملة بايدن للديمقراطيين خيار البقاء على المسار لحماية الديمقراطية الأميركية. كان هذا وصفاً دقيقاً للمخاطر، ولكنه كان أيضاً رسالة سلبية تعتمد على الدفاع والخوف.
ومع ذلك، عندما تنحى بايدن وتجمع «الديمقراطيون» حول هاريس، وُلدت إمكانية جديدة، حيث يمكن للناخبين الحذرين من رئاسة دونالد ترامب مرة أخرى أن يستبدلوا الخوف بالتفاؤل.
الآن أصبح لدى الديمقراطيين ما يقاتلون من أجله بقدر ما يقاتلون ضده. في العام الماضي، عندما كان بايدن يستعد للإعلان عن ترشحه لإعادة انتخابه، أخبرني «تيرانس وودبيري»، الشريك المؤسس في شركة الاستشارات «هيت ستراتيجيز» HIT Strategies، التي تشمل أبحاثها استطلاعات رأي الناخبين السود، بشيء ظل عالقاً في ذهني: الناخبون السود الشباب - والشباب السود على وجه الخصوص - أقل استجابة للرسائل السياسية التي تنم عن الخوف والخسارة وأكثر استجابة لرسائل المكاسب والتمكين. إن انتخاب رئيس أسود ثانٍ، والذي سيكون أيضاً، بالطبع، أول امرأة وأول رئيس أميركي من أصل آسيوي، سيكون فرصة لإظهار المكاسب والتمكين، ليس فقط للناخبين السود ولكن للائتلاف الديمقراطي بأكمله - وللبلاد بأكملها. إنها فرصة لتعزيز الاعتقاد الليبرالي الأساسي، ومفاده أن التنوع يفيد المجتمع بشكل عام. لقد انتقد «الجمهوريون» هاريس كمرشحة (التنوع والمساواة والإدماج)، واستخدموا اختصار التنوع والمساواة والإدماج للإشارة إلى أنها لم تستحق منصبها.
ولكن بشكل ساحق، أحد الأسباب التي تجعل الديمقراطيين متحمسين لها هو أنها مؤهلة تأهيلاً عالياً وأنها أيضاً امرأة ملونة. إنهم يدركون أنها تمثل كل ما هو جيد في التنوع والمساواة والإدماج.كانت النساء السود هن من قاد الشحنة الأولية التي ولدت الكثير من الحماس لهاريس، وإذا اكتسبت تأييد النساء السود، فإنك تكتسب روح الحزب «الديمقراطي».
وقد حاول الساسة «الديمقراطيون» المعاصرون الاستفادة من هذه القوة لعقود من الزمن: على سبيل المثال، نظم جون ف. كينيدي حفلات شاي «كينيدي» للنساء السود خلال حملته لإعادة انتخابه لمجلس الشيوخ، وكما تشير مدونة مكتبته الرئاسية، أعيد انتخابه في عام 1958 بنسبة 74% تقريباً من الأصوات، مع نسب أعلى في العديد من الدوائر الانتخابية السوداء. إن الحماس معدٍ، والآن هناك حماس في جميع فئات الناخبين «الديمقراطيين»، وهذا الحماس مدعوم فقط باختيار «والز» كمرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب. إنه نموذج للمحارب السعيد، فهو يمثل الأب والجندي والمدرب والرجل العادي الذي يتحدث بصراحة. بطاقة «بايدن-هاريس» و«هاريس-والز» كانت وما زالت جسوراً تحملنا طواعية وبكل سرور إلى مستقبل أكثر شمولاً. وفي الوقت الحالي على الأقل، أربكت الإيجابية المستمرة لحملة هاريس-والز، ترامب و«الجمهوريين».
وحتى الآن، فشلت جهودهم لتصوير هاريس على أنها ليبرالية خطيرة ومخيفة من «سان فرانسيسكو». لقد بنى «الجمهوريون» حملة تقوم على الترشح ضد رجل عجوز، والآن أصبح ترامب هو المرشح الأكبر سناً. لقد حاولوا رفض هاريس باعتبارها قليلة التأثير ضاحكة، والآن أصبح ضحكها رمزاً للإثارة التي جلبتها إلى مسار الحملة.
* صحفي أميركي.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»