موقع تابع لإحدى الشركات العاملة في مجال النفط، بحوض بيرميان في منطقة أوديسا بولاية تكساس الأميركية، حيث يقوم مجموعة من العمال بتشغيل منصة حفر وتكسير، باستخدام معدات عملاقة وأجهزة حاسوب وشاشات وكاميرات تصوير حساسة وعدادات تبين مقدار العمق والمؤشرات الأولية للكميات المكتشفة في موقع الحفر.

وقد بدأت شركات النفط الأميركية عودتَها القوية إلى الأنشطة الاستكشافية والاستخراجية خلال الأشهر الماضية الأخيرة، مدفوعةً بارتفاع أسعار النفط وتزايد الطلب عليه، بالإضافة إلى تسابق هذه الشركات على تحقيق أرباح قياسية.. رغم الجهود العالمية المبذولة لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة ولتشجيع الإقبال على اقتناء السيارات الكهربائية.

وقد قطعت الإدارة الأميركية الحالية شوطاً مهماً في سياسات الاستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وعلى الخصوص في برنامجها الضخم لتمويل تشجيع صناعة السيارات الكهربائية، وغيره من سياسات التحول نحو الاقتصاد الأخضر. لكن الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، دونالد ترامب، يعارض هذه السياسات بالكامل ويعتزم إلغاءها جميعاً فور انتخابه لرئاسة البيت الأبيض مجدداً.

وفي انتظار الانتخابات الرئاسية، تواصل صناعة النفط الأميركية ازدهارَها، حيث تستخرج الشركاتُ كمياتٍ من النفط الخام أكبر من أي وقت مضى من الصخور الصخرية التي تمتد تحت الأرض في غرب تكساس.. وبعد سنوات من الخسائر في الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي، تمكنت الشركات مؤخراً من تجاوز المنعطف المالي وبدأت في تحقيق أرباح قوية.

ويرجع انتعاش الصناعة النفطية الأميركية بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال جائحة «كوفيد-19» أساساً إلى قوى السوق، حيث بلغ متوسط ​​أسعار النفط الأميركي 80 دولاراً للبرميل منذ أوائل عام 2021، مقارنةً بحوالي 53 دولاراً في السنوات الأربع السابقة لذلك. لكن نجاح شركات النفط لا يأتي نتيجة لارتفاع الأسعار فحسب، وإنما أيضاً من تخلي الشركات التي نجت من انهيار الأسعار عام 2020 عن استراتيجية النمو القائمة على الديون، والتي كانت وراء طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة. وهكذا لجأت الشركات إلى تقليص الإنفاق وخفض التكاليف عن طريق تسريح العمال وإدخال المزيد من الأتمتة في عملياتها، لتشرع في عودتها القوية مؤخراً. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)