لا تنقطع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تفعيل مشاركة الشباب في عملية التنمية المستدامة، وتمكينهم من القيام بدور فاعل في صناعة مستقبل الدولة، باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق طموحاتنا الوطنية.

ويعمل مجلس الإمارات للشباب كجهة استشارية للحكومة في الموضوعات التي تخص الشباب، ويمثل حلقة وصل بين الشباب وصنّاع القرار، حيث يقوم بتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها، وبوضع أفضل الحلول والتوصيات لحلّها، كما يقوم برفع التوصيات للحكومة لرسم السياسات والاستراتيجيات التي تساهم في التعامل الأمثل مع قضايا الشباب.

وثمة إيمان عميق لدى قيادتنا الرشيدة ممثلةً في صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالدور الرائد لقطاع الشباب وأهمية هذا القطاع في بناء المستقبل المنشود.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى تدوينة لسموه نشرها، على منصة «إكس»، بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب، الذي يصادف 15 من يوليو من كل عام، قال فيها إن «تمكين الشباب والاستثمار فيه وتأهيله بمهارات المستقبل وعلومه ركن أساسي ضمن رؤية الإمارات التنموية الشاملة». كما أكد سموّه أن «الشباب هم القوة والطاقة والطموح والثروة الحقيقية، كما أنهم ركيزة التنمية وقادة الغد في مجتمعاتهم». وحث سموّه الشباب على «اكتساب كل ما يُمكّنهم من الإسهام الفاعل في تقدم بلادهم وصنع المستقبل المزدهر لها».

وفي إطار تواصل جهود الدولة لتعزيز دور الشباب، أعلنت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بالشراكة والتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب مؤخراً، عن إطلاق مجموعة من المبادرات النوعية لتوسيع مشاركة الشباب من القطاعين الحكومي والخاص في منصة «جاهز»، وهي المنصة الوطنية الأكبر لتطوير مهارات ومواهب المستقبل في دولة الإمارات، وذلك ضمن المشاريع المعتمدة «للأجندة الوطنية للشباب 2031»، بهدف تعزيز إسهامات الشباب في مسيرة التنمية الوطنية المستدامة، من خلال الاستفادة من فرص تطوير وصقل مهاراتهم المستقبلية وفق أحدث البرامج والمحتوى التفاعلي الذي تتيحه المنصة.وتنبع أهمية المبادرات الجديدة، عبر منصة «جاهز»، من تركيزها على إشراك الشباب الحريصين على استثمار الفرص لتطوير قدراتهم المستقبلية، إذ سيتم العمل على تصميم برامج مستقبلية نوعية لتنمية مواهبهم وتلبية طموحاتهم، كما تقدم لهم فرصة تطوير مهارات تخصصية متقدمة تسهم في تعزيز جاهزيتهم للمستقبل، في مجالات عدة تشمل الذكاء الاصطناعي والاستدامة وإدارة المشاريع وتسريع الإنجاز، والموارد البشرية والأمن السيبراني.

وفي الواقع، فإن توسيع مشاركة الشباب في منصة «جاهز»، كما أكدت ليلى السويدي، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، يعكس نهج التنوع والشمولية في صناعة الفرص وتعزيز مهارات المستقبل في جميع القطاعات، بما يترجم حرص دولة الإمارات على الاستثمار في تطوير قدرات الشباب وتمكينهم بالمهارات الاستراتيجية والفرص التي تكفل مشاركتهم في دفع المسيرة التنموية في الدولة انطلاقاً من مواقعهم في الجهات الحكومية والخاصة.

ومما لا شك فيه أن عمل المؤسسات المعنية على تطوير مهارات تخصصية متقدمة تسهم في تعزيز جاهزية الشباب للمستقبل، يندرج في سياق حرص دولة الإمارات على تعزيز قدرتها على مواجهة ما ينطوي عليه المستقبل من تحديات واقتناص الفرص التي يوفرها المستقبل لدعم عملية التنمية الشاملة التي تحقق المزيد من الإنجازات في القطاعات كافة، ومن ثم تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تسعى الإمارات إلى إنجازها بحلول مئويتها عام 2071، والتي تتمحور حول جعل الإمارات الدولة رقم واحد على العالم في كل المجالات، وهو المسار الذي خطت الدولة في اتجاه تحقيقه خطوات واسعة بالفعل.

الجدير بالذكر أن منصة جاهز هي منصة رقمية تفاعلية متكاملة تم تصميمها لتعزيز جاهزية موظفي الحكومة الاتحادية بمهارات المستقبل، لتمكينهم من مواكبة متطلبات عالم متسارع المتغيرات، وفهم المواضيع والقطاعات الجديدة والناشئة التي تؤثر على مجالات العمل الحكومية، بما ينعكس إيجاباً على الأداء والإنتاجية الحكومية وتقديم أفضل الخدمات التي سيكون لها الأثر الكبير في رسم وتصميم معالم المستقبل.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.