تستعد فرنسا لاحتضان دورة الألعاب الأولمبية القادمة الشهر المقبل، وقد بدأت منذ العام الماضي الاستعدادَ لهذا الحدث العالمي الذي لا يتكرر كثيراً في بلد واحد على مدى قرن. وكما أنفقت الدولة الفرنسية مليارات اليورهات بغية إكمال استعداداتها على أفضل وجه، فهي تأمل أن يكون وسيلةً لتحريك عجلة الاقتصاد وتنشيط قطاعاته المختلفة، وعلى رأسها القطاع السياحي، وأن يكون مناسبةً أخرى لإظهار وجه فرنسا الجميل والمتحضر للعالم. وفي إطار الاستعدادات الواسعة للأولمبيات، بدأت الحكومة الفرنسية في إبعاد آلاف المهاجرين المشردين، وذلك بوضعهم في حافلات ونقلهم خارج باريس، بغية فرض مزيد من الأمن والنظام والنظافة داخل المدينة وهي تستقبل مئات الآلاف من الزوار القادمين من أجل مواكبة الألعاب الأولمبية.

وقامت الشرطة والمحاكم خلال العام الماضي بإخلاء ما يقرب من 5000 شخص، معظمهم من الرجال غير المتزوجين، وشجعهتم على ركوب الحافلات إلى مدن مثل ليون ومرسيليا.. في إطار «برنامج تطوعي يهدف إلى تخفيف النقص الطارئ في المساكن والطلب المتزايد عليها في باريس». وزادت الشرطةُ من مداهماتها لمخيمات المشردين والمباني المهجورة العام الماضي، حيث قَبِل المشردون على أساس أنهم سيتلقون دعماً ومساعدات اجتماعية.

ولأنه لا توجد أماكن إيواء كافية لـ100 ألف شخص بلا مأوى يعيشون في باريس وما حولها، وهم نصف العدد الإجمالي في فرنسا، فقد أنشأت الحكومة 10 ملاجئ مؤقتة في جميع أنحاء البلاد العام الماضي. وأُقيمت القرية الأولمبية في منطقة «سين سان دوني»، إحدى أفقر ضواحي باريس، حيث يمثل المهاجرون ثلث السكان، لكن الحكومة أنفقت المليارات من أجل إعادة تطويرها وتزويدها ببنى تحتية وخدمية حديثة ستبقى لصالح السكان مستقبلاً..

لذا فستكون دورة الألعاب الأولمبية بالنسبة لهم تسلية صيفية ونعمة دائمة، في الوقت ذاته! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)