يعدُّ اليوم العالمي للاجئين، الذي يُصادف 20 يونيو، بمنزلة تذكير مؤثر بالمحنة التي يواجهها ملايين اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وهو يوم للاعتراف بقوتهم وشجاعتهم، وجهود الدول والمنظمات التي تسعى جاهدةً إلى تقديم الدعم والإغاثة لهم، ومن بين هذه الدول تبرز دولة الإمارات بإسهاماتها الكبيرة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات قد نفذت سلسلةً من المبادرات والبرامج الهادفة إلى التخفيف من معاناة اللاجئين، ويتم تنسيق هذه الجهود عن طريق مختلف الوكالات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والشراكات الدولية، ما يعكس نهجاً شاملاً ومتعدد الأوجه للمساعدات الإنسانية.
وتُصنَّف الإمارات باستمرار بين أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية الدولية، مع إسهامات كبيرة موجَّهة نحو برامج مساعدة اللاجئين، فعلى سبيل المثال تعهدت دولة الإمارات، في عام 2020، بمبلغ 50 مليون دولار، لدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جهودها لتقديم المساعدات الحيوية للاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وإضافةً إلى ذلك أطلقت دولة الإمارات العديد من مبادرات الإغاثة المستهدفة لمعالجة أزمات محددة، إذ تعهدت إبان أزمة اللاجئين السوريين، بتقديم أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية، وتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم لملايين اللاجئين السوريين. وأدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إحدى المنظمات الإنسانية الرائدة في دولة الإمارات، دوراً حاسماً في تقديم هذه الخدمات، وإنشاء مخيمات اللاجئين، وتنسيق جهود الإغاثة، بالتعاون مع الوكالات الدولية.
وإلى جانب المساعدات المادية، قدَّمت دولةُ الإمارات أيضاً مساعدةً مباشرة عبر استضافة اللاجئين، وقد وفرت الملاذَ للآلاف منهم، ما يضمن حصولهم على الخدمات الأساسية والفرص من أجل مستقبل أفضل. وفي عام 2017 أعلنت الإمارات إنشاءَ مدينة الإمارات الإنسانية، وهي منشأة مخصصة لاستيعاب اللاجئين المنكوبين من العالم.
وعلاوةً على ذلك اتَّبعت دولةُ الإمارات سياساتٍ تقدميةً لدعم إعادة توطين اللاجئين. وفي عام 2018 أصدرت قراراً تاريخياً بمنح تصاريح إقامة لمدة عام واحد للأشخاص القادمين من البلدان المتضررة من الحروب والكوارث، ما يمكِّنهم من العيش والعمل في الدولة، مع تلقِّي الدعم اللازم. وتؤكد هذه السياسة التزام الإمارات بتوفير ملاذ آمن للفارِّين من الصراعات والاضطهاد.
وإدراكاً لأهمية التعليم وتمكين اللاجئين، استثمرت دولةُ الإمارات في العديد من البرامج التعليمية التي تهدف إلى توفير فرص التعلُّم للأطفال والشباب من اللاجئين. وتهدف مبادرة صندوق «التعليم لا ينتظر» في دولة الإمارات، وهو مبادرة عالمية تم إطلاقها بالشراكة مع الأمم المتحدة، إلى ضمان حصول الأطفال اللاجئين على تعليم جيد، وقد استفاد من هذه المبادرة الآلاف من اللاجئين الشباب، إذ زودتهم بالمهارات والمعرفة اللازمتين لإعادة بناء حياتهم.
وإضافةً إلى ذلك، تعاونت دولة الإمارات مع المنظمات الدولية لدعم برامج التدريب المهني، وتوظيف اللاجئين. وتركز هذه المبادرات على تعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم عن طريق تزويدهم بالمهارات القابلة للتسويق، وتسهيل اندماجهم في الاقتصادات المحلية. ومن خلال تمكين اللاجئين عبر التعليم والتوظيف، لا تساعد دولة الإمارات اللاجئين على استعادة كرامتهم فحسب، بل تسهم في استقرار المجتمعات المضيفة، وتنميتها على المدى الطويل.
وتمتد جهود دولة الإمارات لمساعدة اللاجئين إلى ما هو أبعد من المساعدات المالية، والمساعدة المباشرة، إذ تشارك بفاعلية في الدعوة العالمية لرفع مستوى الوعي بشأن أزمة اللاجئين، وتعزيز التعاون الدولي. وتشارك الإمارات بانتظام في المنتديات والمؤتمرات الدولية.
وعبر الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعمل دولة الإمارات على تعزيز فاعلية جهودها الإنسانية، وتضمن عمليات التعاون هذه تقديم المساعدات بكفاءة، وحصول اللاجئين على دعم شامل مصمَّم خصيصاً لتلبية احتياجاتهم.
وبينما يحتفل العالم باليوم العالمي للاجئين غداً، فإن النهج متعدد الأوجه الذي تتبعه دولة الإمارات لدعمهم يقف بمنزلة شهادة على التزامها بالمبادئ الإنسانية. وقد أظهرت دولة الإمارات، عبر الإسهامات المالية السخية، وجهود الإغاثة المباشرة، والسياسات التقدمية، والدعوات العالمية، تفانياً عميقاً في تخفيف معاناة اللاجئين.
صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية