أقنعة الوجه: فروقات الفعالية
تصنف أقنعة الوجه المخصصة للوقاية من انتقال الأمراض التنفسية المعدية إلى قسمين رئيسيين، النوع الأول هو الأقنعة المعروفة للعامة، ويندرج تحت هذا النوع الأقنعة المصنوعة من القماش، بالإضافة إلى أقنعة أخرى شائعة الاستخدام من قبل أفراد الطاقم الطبي في الظروف الاعتيادية، وواسعة الانتشار منذ بداية وباء كورونا الحالي. أما النوع الثاني، فيطلق عليها المتنفسات أو المرشحات (Respirators)، وهي أغلى ثمناً وأعلى كفاءة في تحقيق هدف الوقاية من العدوى بالأمراض التنفسية.
ويكمن الفرق بين النوعين في كيفية تأدية الوظيفة المنوط بها، ودرجة الفعالية. ففي النوع الأول، الأقنعة القماشية والطبية، فهي في الحقيقة موانع ميكانيكية أو حواجز فيزيائية، بمعنى أنها تصد وتمنع الرذاذ والقطرات والجزيئات التي تخرج مع الزفير، أو السعال أو العطس. ويمكن لهذا النوع، إذا ما تم لبسه بشكل سليم، أن يوفر (قدراً بسيطاً من الحماية) من الجزيئات التي تخرج من الأشخاص المحيطين، بما في ذلك الفيروس المسبب لكوفيدـ 19.
ولإدراك مدى فعالية الأقنعة القماشية مثلاً، يكفي أن نعلم أنها تحجز 25% فقط من الجزيئات، رذاذ وقطرات، بينما تسمح بتسريب 75% منها. ورغم أنها كانت الخيار الوحيد في بداية الوباء، نظراً لعدم توفر الأنواع الأخرى من الأقنعة، إلا أن مؤخراً أصبح الكثير من المتخصصين ينظرون إليها على أنها عديمة الفائدة تقريباً، وخصوصاً في ظل انتشار المتحور أوميكرون، لدرجة أنهم أصبحوا يصفونها بأنها قطعة ملابس لا أكثر.
أما بالنسبة للأقنعة الطبية، فتصنع من مواد يمكنها أن ترشح (جزئياً) الفيروسات والبكتيريا في الهواء المتنفس، وأن توفر حماية (نسبية) من الميكروبات المنقولة بالهواء، كونها تكون غير محكمة على وجه مرتديها، مما يسمح بدخول الهواء الناقل للميكروبات من الجوانب، أو من الأعلى والأسفل.
ولذا، وفي ظل انخفاض فعالية الأقنعة القماش، والأقنعة الطبية، يوصى بالتالي: بالنسبة للأقنعة القماش أن تكون مصنوعة من قماش ثقيل لا يسمح بمرور الضوء الساطع، وأن يكون القماش ضيق النسيج، وأن تحتوي على سلك فوق الأنف يسمح بتشكيلها بإحكام حول الأنف، وأن يتم ارتدائها بوجه عام بشكل محكم فوق الأنف، والوجه، والفم، والذقن. أما بالنسبة للأقنعة الطبية، فيوصى أن تكون مصنوعة من عدة طبقات من مادة غير مفتولة أو مجدولة (Non-Woven)، وأن تحتوي على سلك فوق الأنف، مع ضرورة ارتدائها بوجه عام بشكل محكم قدر الإمكان فوق الأنف، والوجه، والفم، والذقن.
أما الأقنعة التي تصنف كمتنفسات أو مرشحات للهواء، والتي أصبح المتخصصون يوصون بها مؤخراً، كالخيار الأفضل وربما الأوحد، نتيجة القدرة الفائقة للمتحور أوميكرون على الانتشار، فسوف نستعرض مزاياها وخصائصها وفعاليتها في المقال القادم بإذن الله.
* كاتب متخصص في الشؤون العلمية.