«عيدية» المونديال
?? تحط بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة الرحال مرة أخرى على أرض عربية حيث تحتضنها مصر على مدى ثلاثة أسابيع حافلة بالندية والإثارة، وستتحول القاهرة اعتباراً من اليوم إلى عاصمة لكرة القدم العالمية بمشاركة 24 منتخباً، بينها فريقان عربيان فقط، هما مصر باعتباره ممثل الدولة المنظمة والإمارات بصفته بطل آسيا وسيسعى كلا الفريقين إلى تقديم «العيدية» لجماهيره نظراً لأن البطولة تنطلق في أعقاب انتهاء إجازة عيد الفطر. ?? ولأن «مونديال الشباب» عوّدنا منذ البطولة الأولى في تونس قبل 32 عاماً على أن يكون مناسبة لمولد نجوم عالميين على أعلى مستوى أمثال مارادونا في بطولة 1977 ومروراً بالهولندي فان باستن والبرتغالي لويس فيجو والأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي رونالدينهو وانتهاءً بالأرجنتيني اجيىرو في بطولة 2007، فإن مونديال 2009 سيكون أيضاً على موعد مع كوكبة من النجوم الجدد، حتى لو غاب منتخب الأرجنتين صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة والذي يعد «الغائب الأكبر» عن بطولة هذا العام مما حرمه من فرصة الدفاع عن لقبه، فضلاً عن غياب فرنسا أحد أهم منتخبات أوروبا ومنتخب نيوزيلندا بطل أقيانوسيا.
?? وإذا كان الكثيرون يرشحون البرازيل للفوز بلقب 2009، باعتباره الأكثر شعبية، وأنه يمثل كرة «السامبا» التي أبهرت العالم طوال السنوات الماضية فإن بطولة الشباب قد لا تعترف بالأسماء الكبيرة، بدليل إنجازات نيجيريا والكاميرون في كرة القدم الأولمبية.
?? وحسناً فعل الاتحاد الدولي عندما قرر إجراء اختبار تحديد الأعمار قبل انطلاق البطولة الحالية، وكذلك بطولة العالم للناشئين تحت 17 سنة، لأن معنى ذلك باختصار أنه لا مجال لتزوير الأعمار والتلاعب بها، وأن من سيكسب اللقب المونديالي لفئتي الشباب أو الناشئين سيكون هو الأحق والأجدر بالفعل، لا الأكثر تزويراً لأعمار لاعبيه، والاختبار خطوة تشكل ضربة قوية لطموحات ومخططات بعض الفرق الأفريقية التي كانت ترفع شعار «الغاية تبرر الوسيلة» وأن الفوز بلقب المونديال يستحق المغامرة والتحايل على القانون!
?? ??
?? من مفارقات البطولة الحالية أنها بدأت في دولة عربية هي تونس قبل 32 عاماً، وتحتضنها حالياً أرض عربية هي مصر، وبين الدولتين استضافت قطر البطولة عام 1995 عندما عجزت نيجيريا عن استضافتها واستضافتها السعودية عام 1989 كما أن الإمارات قدمت أنجح بطولة عام 2003 ووقتئذ قال بلاتر إن الإمارات قادرة على تنظيم بطولات عالمية أكبر. ?? وكان نجاح الإمارات في استضافة بطولة 2003 أحد أهم أسباب اقتناع «الفيفا» بإسناد مهمة استضافة مونديال الأندية 2009 و2010 للإمارات.
????
?? على مر تاريخ البطولة قدمت عدداً من النجوم العرب الذين تألقوا فيما بعد مع منتخباتهم الأولى، بداية من بطولة أستراليا 1981 عندما تألق القطريون ووصلوا إلى نهائي البطولة، حيث برزت نجومية بدر بلال وخالد سلمان والحارس يونس أحمد وإبراهيم خلفان، وفي البطولة نفسها تألق طاهر أبو زيد الذي أصبح أحد أهم النجوم الذين أنجبتهم الكرة المصرية، وفي بطولة 2003 تألق إسماعيل مطر وقاد منتخب الإمارات إلى المركز السابع لأول مرة ونال لقب أحسن لاعب بالبطولة.
?? ويبقى السؤال: من هم النجوم الذين سيستخرجون شهادة نجوميتهم على أرض الكنانة، ومن سيكون سيئ الحظ وتلاحقه «لعنة الفراعنة»؟