- معقول بعده في هذا الوقت الرطب واللين، تجد هناك أحداً من الأوليين الأقوياء الذي يزاحيّ «كنديشن» على صدره، ولا يقول: تعالوا عاونوني! أو يقلع صرمة، ويشلّها على ظهره، وكأنه خبر خير! هذا أنا متيقن ما قد عرف شيئاً اسمه «رير سوشي» وإلا شرب «كوكتيل» أو عرف الآيسكريم في حياته، هذا شغل مرضام خبز، ويمشّط ضلوع «التويس باصبوعه»، ويمسح لحيته بدسم يده، وهذاك الدرب، الحقيقة أمر يفرح القلب ويسرّ الخاطر أن ترى في نهارك واحداً من هؤلاء؛ لأنه يذكرك أن في الحياة أضدادها، مذكر ومؤنث، أبيض وأسود، برد وحرّ، ليل ونهار، فتنته عند خشمه، وعصاه بعدها دوم في يده!
- هل نحتاج لتعلم مصطلحات الجيل الجديد في اللغة الإنجليزية، لنجاريهم في حديثهم، ونعزز التواصل معهم، ونترك عنا الكلمات الرنّانة في خطب «هاملت»، وما كان يتحدث به «الجنتلمان» الإنجليزي من لغة أدبية فيها الكثير من الوقار والاحترام، ونتجه صوب الكلمات المتقاطعة، والمموسقة، والتي لا تعني شيئاً في قاموسنا القديم مثل، «هب هوب، جنكي ونكي، هوت شوت، هبل ببل»، ومن تلك الكلمات التي تشعرك أنها صنعت في الشوارع الخلفية أودري مكان كله دخان، لقد اكتشفنا فجأة أن إنجليزية أستاذ محمود ما عادت تنفع مع الجيل الجديد الذي ما قد سمعت أحداً منهم يردد كلمة «سير» في جملهم القصيرة المتسارعة، وبعدين وبصراحة.. أكثرنا ما عاد فيه حيل يتعلم إنجليزية - أميركية في الكبر، ويستحي ينطق بكلمات يعدها من المنقود، وقلة المعنى، ولا تليق بهالشوارب!
- لا أحد مثل الخطّار الذين يغبشّونك من الفجر أو يعطنون عليك حَزّة القايلة أو يربكون معدتك بأكل ذبائح عقب صلاة العشاء، يقلقون ساعات يومك، ويرفعون درجة توترك، ترا.. مثل هذه الأمور انتهت بعد ظهور النفط مباشرة، ما أحد يلفي الآن على الآخر من دون ما يخبّره أو يكضّ وقته أو يخربط برنامجه، ويعطل التزاماته، الدنيا الحين غير، والإنسان الجديد غير ذاك الأوليّ الطيب الذي يتلقاك قبل باب الدار، حالفاً ومرحباً، و«قصوره يشبّ الضو تحتك»، غاب اليوم ذاك الذي يحب أن «يقصّر الدوب، ويحب المغَيّة»، الناس الحين تدابك ما تعرف على شو، بس وقتهم مب لهم، وقتهم لمصالحهم، وهي التي تسيّر أمورهم، والمصالح اليوم ما تعرف والله بَتْلَوّم في فلان، وإلا أخاف يحط في خاطره فلان، ولا يهمه كثيراً أن تقول عنه: «والله ما شابه أبوه وإلا جده»!