اليوم تُحيي المؤسسات والدوائر والهيئات الصحية حول العالم يوم الكبد العالمي، الذي يصادف التاسع عشر من شهر أبريل من كل عام. وفي هذا العام 2025، اختير شعار «الغذاء هو الدواء»، للتأكيد على الدور المحوري والمهم للغاية للتغذية في الحفاظ على هذا العضو الحيوي جدًا لصحة وسلامة الإنسان، حيث يُعد مسؤولاً عن أكثر من 500 وظيفة حيوية في الجسم.
«بدءاً من إزالة السموم من المواد الضارة، وصولاً إلى تحليل العناصر الغذائية في الأطعمة التي نتناولها، فإن الكبد يُعد بمثابة مُرشِّح للجسم بأكمله. فبدون كبد سليم، تتراكم السموم، ويتعثر امتصاص العناصر الغذائية، ويضعف الأيض، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة». كما يقول الأطباء وأهل الاختصاص، فإن للنظام الغذائي المتوازن دوراً وإسهاماً فعّالاً في منع الأمراض ودعم وظائف الكبد المثلى.
كما يؤكدون أنه «إذا تجاوزت الدهون 5% من وزن الكبد، فقد تُسبب التهاباً وتندباً وسرطاناً»، وذكروا أن مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي يرتبط بمرض السكري والسمنة وارتفاع الكوليسترول. وغالباً ما يكون صامتاً في مراحله المبكرة.
ويأتي إحياء يوم الكبد العالمي بعد يوم واحد فقط من اختتام واحدة من أنجح وأكبر دورات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، والذي شهد إطلاق مبادرات ومشاريع نوعية، وكذلك جلسات علمية تمحورت حول شعار الأسبوع: «العُمر المديد»، والذي يُعد الغذاء الصحي والمتوازن من أهم أسبابه ووسائله المساعدة.
ولدعم جهود دوائرنا ومؤسساتنا الصحية في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بصحة الإنسان وجودة حياته، تقوم البلديات، وكذلك هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بعمل استثنائي متكامل لضمان سلامة ما يصل إلينا من غذاء. ونُتابع الحزم الذي تُظهره في التعامل مع المنشآت الغذائية غير الملتزمة بالاشتراطات المطلوبة لحفظ الأطعمة ومكوناتها، وبالذات نظافتها.
وفي هذا الإطار، تتجدد الدعوات لتقنين ما تقدمه مطاعم الوجبات السريعة والحلويات، سواء كانت فروعاً لشركات عالمية أو محلية، والتي تُقدم أطعمة غير صحية على الإطلاق، تتسبب في تفشي السمنة، وارتفاع الضغط والكوليسترول، وأمراض القلب. وتلك حقيقة علمية دفعت الكثير من السلطات المحلية في العديد من البلدان إلى فرض معايير صارمة للسعرات الحرارية التي تتضمنها، وكذلك مستويات السكر فيها، بل وذهبت بعض الدول إلى أبعد من ذلك، بفرض ضرائب إضافية على تلك المطاعم، نظراً لتأثيرها السلبي على جهود الحكومات لتعزيز صحة المجتمع.
ويبقى الجانب الأهم في إنجاح جهود ومبادرات الدولة في مجال الصحة العامة هو وعي الأسر، وحرصها على إبعاد صغارها والشباب عن هذه الوجبات السريعة وآثارها الضارة على صحتهم وسلامة نموهم، وتبصيرهم بخطورة هذا النمط الغذائي الذي قد يحرمهم على المدى البعيد من أهم الهوايات والأنشطة الأقرب إلى قلوبهم.