جاءت جريمة المسجدين في نيوزيلندا مؤخراً لتطرح مسألة الأديان والتعايش فيما بينها بصيغة غير معهودة، ولتطرح نفس السؤال الإشكالي والمزمن، والمحمل بعلامة التشكيك حول علاقات التساكن بين العقائد الدينية المتباينة. وهذا يحدث بعد سنين طويلة من العلاقات الودية الأخوية، لاسيما بين المسلمين والمسيحيين، بغض النظر عن بعض الخلافات التي سرعان ما تزول ويحل محلها التوافق والتعايش وتعود روح الأخوة والتآخي. هذا مبدأ عام ينطبق على حالات كثيرة بين الفريقين. إذ أن وحدة الأديان هي التي تسود بين إخوة الدين، كما تسود الأخوة الإنسانية بين بني البشر. أما ما ظل قائماً من خلافات بين الطوائف الدينية، فتجري معالجته من خلال المبدأ الإنساني الديني العام الذي يجمع بين المؤمنين كلهم، من قلب الرؤية الدينية المهيمنة على الأديان في الحد الأدنى مما يربط بينها، أي رباط الإنسانية المُناط بالمبدأ الأسمى للأديان. وبذلك تتم المحافظة على المقولة الخالدة: الدين لله والأوطان للجميع!
إن الخلافات والصراعات بين البشر يمكن أن تجد حلها انطلاقاً من مبدأ الأخوة الإنسانية ذاته؛ الأمر الذي يجعل مِمّا حدث في ظروف مختلفة، ولدى بشر منتمين لهذا الدين أو ذاك، حالةً داخلةً في حقل الأديان التوحيدية. فهذا نوع من لمّ شمل المتدينين ضمن الأديان التوحيدية. ووفقاً لهذه الأخيرة فإن الجميع ينتمون إلى مصدر ديني توحيدي، ما يجعل الجميع أمام راية واحدة. والعبرة هنا تتمثل في الجميع ينتمون لمرجعية واحدة. وهنا نضع يدنا على نقطة تمثل مرجعية مهمة، أي الإيمان الذي يمثل قاسماً مشتركاً وجامعاً بين سائر أهل التوحيد.
إن ظاهرة «داعش» التي طغت أخبارها على الحالة العربية طوال الأعوام الأخيرة، لاسيما في العراق وسوريا، تمثل المؤشر الأبرز على الاضطراب المفتوح الذي شكل طابعاً عاماً للأوضاع في معظم أنحاء العالم الحالي. وها هي أخبار اليمين المتطرف والعنصري في الغرب أصبحت هي الأخرى تعكس ظاهرة متنامية هناك، تمثل الوجه الآخر لعالم طالما كانت الديمقراطية والتقدم والانفتاح سمات رئيسية له.
نعلم أن هنالك من يحاول جعل الأرض تتصدع من خلال افتعال وجود خلاف أو تباين في الرد على جريمة المسجدين، وذلك عبر الإشارة إلى رد قد يضعه صاحبه في إطار زائف أصلا، وهو إطار يتحدث عن وجود صراعات كبيرة بين الطوائف المتآخية. وهنا يلحون، من خلال هذا الإطار الزائف أصلا، على الزعم بأن صراعاً بل صراعات بين المسلمين والمسيحيين قد تنشب، ويحاولون إدخال المسألة في نفق يمكن تحويله إلى نمط من الصراعات التاريخية التقليدية المتجاوزة والعقيمة أصلا.
وراء ذلك الموقف يمكن أن يقف خصوم تقليديون يريدون أن يفجروا صراعاً دولياً من شأنه أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. إن حسابات قديمة قد تنفجر لتجعل عاليَّها سافلها.. لذلك يتوجب الحذر كل الحذر، خصوصاً ممن يحاولون استخدام السلاح في غير موقعه ومن دون دواعٍ موضوعية.. وهذا ما يدعو للحذر من استغلال ردود الأفعال على جريمة المسجدين.
إن الخلافات والصراعات بين البشر يمكن أن تجد حلها انطلاقاً من مبدأ الأخوة الإنسانية ذاته؛ الأمر الذي يجعل مِمّا حدث في ظروف مختلفة، ولدى بشر منتمين لهذا الدين أو ذاك، حالةً داخلةً في حقل الأديان التوحيدية. فهذا نوع من لمّ شمل المتدينين ضمن الأديان التوحيدية. ووفقاً لهذه الأخيرة فإن الجميع ينتمون إلى مصدر ديني توحيدي، ما يجعل الجميع أمام راية واحدة. والعبرة هنا تتمثل في الجميع ينتمون لمرجعية واحدة. وهنا نضع يدنا على نقطة تمثل مرجعية مهمة، أي الإيمان الذي يمثل قاسماً مشتركاً وجامعاً بين سائر أهل التوحيد.
إن ظاهرة «داعش» التي طغت أخبارها على الحالة العربية طوال الأعوام الأخيرة، لاسيما في العراق وسوريا، تمثل المؤشر الأبرز على الاضطراب المفتوح الذي شكل طابعاً عاماً للأوضاع في معظم أنحاء العالم الحالي. وها هي أخبار اليمين المتطرف والعنصري في الغرب أصبحت هي الأخرى تعكس ظاهرة متنامية هناك، تمثل الوجه الآخر لعالم طالما كانت الديمقراطية والتقدم والانفتاح سمات رئيسية له.
نعلم أن هنالك من يحاول جعل الأرض تتصدع من خلال افتعال وجود خلاف أو تباين في الرد على جريمة المسجدين، وذلك عبر الإشارة إلى رد قد يضعه صاحبه في إطار زائف أصلا، وهو إطار يتحدث عن وجود صراعات كبيرة بين الطوائف المتآخية. وهنا يلحون، من خلال هذا الإطار الزائف أصلا، على الزعم بأن صراعاً بل صراعات بين المسلمين والمسيحيين قد تنشب، ويحاولون إدخال المسألة في نفق يمكن تحويله إلى نمط من الصراعات التاريخية التقليدية المتجاوزة والعقيمة أصلا.
وراء ذلك الموقف يمكن أن يقف خصوم تقليديون يريدون أن يفجروا صراعاً دولياً من شأنه أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. إن حسابات قديمة قد تنفجر لتجعل عاليَّها سافلها.. لذلك يتوجب الحذر كل الحذر، خصوصاً ممن يحاولون استخدام السلاح في غير موقعه ومن دون دواعٍ موضوعية.. وهذا ما يدعو للحذر من استغلال ردود الأفعال على جريمة المسجدين.