استضافت «منظمة التعاون الرقمي»، في الثالث من ديسمبر 2024، الدورة الرابعة من «الملتقى الدبلوماسي»، بالتعاون مع أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في مقر الأمانة بالعاصمة السعودية الرياض. ومثّلت الفعالية، وفقاً للقائمين عليها، منصةً للحوار والتعاون، وشهدت حضور وزراء وسفراء وشخصيات من القطاع الخاص، وممثلين عن الدول الأعضاء في المنظمة، حيث بحثت في «دور التكنولوجيا بوصفها أداة ضرورية للتفاعل مع أصحاب المصلحة». وجرى الملتقى بمشاركة جاسم البديوي، الأمين العام للمجلس، وديمة اليحيى، الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي، وممثلين وزاريين من المشاركين في أعمال الدورة الـ 19 من «منتدى حوكمة الإنترنت» في الرياض.
وتضمّن الملتقى عرضاً رئيسياً بعنوان «توقعات للدبلوماسية التكنولوجية العالمية.. أبرز العوامل المؤثرة لعام 2025»، قدّمه مارتن راو خباور، المؤسس المشارك لشبكة دبلوماسية التكنولوجيا، حيث تناول العناصر الجيوسياسية التي تشكل قوانين التكنولوجيا وأولويات الابتكار وتقاطعاتها مع العلاقات الدولية. كما اشتمل على جلسة حوارية تفاعلية بحثت في دور الدبلوماسية التكنولوجية والتحالفات متعددة الأطراف في تعزيز اقتصاد رقمي آمن ومرن ومزدهر.
وأكّد جاسم البديوي على ما يمثّله الملتقى بوصفه منصةً استراتيجية يشارك فيها المجلس، مشيراً إلى ريادته في مجال الابتكار الرقمي، وتعزيز التعاون الدولي. وأضاف البديوي خلال كلمته الافتتاحية للملتقى، أن دول المجلس تُبرز دورَها المحوري في تشكيل مستقبل التحول الاقتصادي العالمي، عبر التزامها بتطوير الاقتصاد الرقمي، بما يتماشى مع الأهداف الأوسع للمنطقة في تنمية الاقتصاد.
ومن جهتها، عدّت ديمة اليحيى التكنولوجيا الرقمية باعتبارها عاملاً رئيساً في فتح آفاق الفرص الاقتصادية المستقبلية. وأضافت أن «الملتقى الدبلوماسي» يؤكِّد على دور الدبلوماسية التكنولوجية وأهمية العمل المشترك للاستفادة من قدرات الاقتصاد الرقمي بالكامل وقيادة التحول الرقمي. وكشفت عن مسعى عبر جمع الأطراف المعنية، بهدف تعزيز التفاهم بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية حول ضرورة الدبلوماسية التكنولوجية. كما شدّدت على دعم «الشمول الاجتماعي في الاقتصاد الرقمي»، بما يضمن تمكين المرأة والمجتمعات المهمة.
ومن جانبه، أشار مارتن راوخباور، المؤسس المشارك لشبكة دبلوماسية التكنولوجيا، إلى أن مواجهة الأزمات المتعدّدة والمتداخلة تتطلب حلولاً مشتركة، إذ «تحمل التكنولوجيا الجديدة مفاتيح حل لأكبر التحديات العالمية التي تواجهنا»، وأشاد بتأكيد الملتقى على الدور الأساسي للدبلوماسية التكنولوجية في تشكيل مستقبل لا تُفصل فيه الدبلوماسية عن التكنولوجيا.
ويَجمع «الملتقى الدبلوماسي» في كل دورة عدداً من الوزراء والسفراء والدبلوماسيين وروّاد الفكر وغيرهم من أصحاب المصلحة، للمشاركة في محادثات محفزة للتفكير حول الدبلوماسية الرقمية، تأكيداً على أهميتها في العلاقات الدولية.
كما يستكشف المقاربات المبتكرة للدبلوماسية، ويستفيد من أحدث التطورات التكنولوجية، والأدوات الرقمية، والرؤى المبنية على البيانات لدعم الجهود الدبلوماسية. 
وعكست الاستضافة المشتركة بين مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الرقمي في الدورة الرابعة، مدى التوافق الاستراتيجي بين الجانبين، بغية الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، ولسد الفجوة الرقمية إقليمياً ودولياً.
ولأهمية هذا الموضوع، دعا المجلس الأوروبي جميعَ الأطراف المعنية إلى ضمان أن تصبح الدبلوماسية الرقمية عنصراً أساسياً وجزءاً لا يتجزأ من العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، كان لدولة الإمارات مشاركة قيمة في «الملتقى الدبلوماسي»، بخبرتها وريادتها في مجال الدبلوماسية الرقمية، وهي تتطلع دائماً إلى أن تكون في مقدمة ركب الدبلوماسية الرقمية، لتحقيق التنمية المستدامة.

*سفير سابق