تابعنا في المقالة الأخيرة حيثيات «المجتمع المدني» متمثلةً في كونه «نفقاً عاصفاً مغلقاً»، يحتوي على عناصر تكوّن بنيته الداخلية المضطربة على الأقل، حتى الآن، في العالم العربي. وفي هذا السياق يبرز سؤال يتصل بـ«جوهره»، كما بـ«سياقه». أما بسياقه هذا، فإنه يُفصح عن حراكه المفتوح، وإن كان حتى الآن يفصح عن نفسه بكثير من الاضطراب والتعقيد ضمن علاقات غير متسقة وغير واضحة، وفي كونه يخضع لصعوبات تعبِّر عن حركته المعقدة صعوداً وهبوطاً.
إن «المجتمع المدني» مقولة نشأت في الفكر الأوروبي، نشأةٌ لبّتْ حاجة أساسية في تعميق «الفكر المدني»، حيث يظهر هذا الأخير كحاجة وجودية ماسة. إنه مجتمع «مدني» من صنع البشر استجابة لفكرة يأتي ظهورها لضبط الحراك الشعبي ضمن رغبات تؤسس لهذا «الجديد» في الوسط الاجتماعي كله. لهذا السبب نشأ المجتمع المعني بأيدي تيارات من مختلف الاتجاهات. ولعلّنا ننفض ما قد يكون تراكم من «أتربة» على «المجتمع المدني»، ليظهر واضحاً، وضوحاً لا يسمح بالتشكيك في شخصيته.
هل هذا «المجتمع» يخفي في بنيته ما لا يتوافق مع ما يراد له أن يعبر عنه؟! بسؤال أكثر وضوحاً: هل المصطلح المذكور يخفي في بنيته المعنوية واللغوية الخارجية ما قد يخالف معناه الحقيقي، أي أن يكون غير مدني مثلًا؟ أو بإيضاح هل يمكن أن يكون دينياً أو طائفياً؟
لقد جاء «المجتمع المدني» ليخاطب الناس خطاباً وطنياً وإنسانياً، من موقع أولئك الناس، ووفق المنطلق الأخوي بين البشر.
ويتمثل الوجه الآخر لمسألة المجتمع المدني في المصالح الكبرى والصغرى، الاستراتيجية والاعتيادية.. وبالتالي فهو يمثل قالباً سهل التآلف والتقارب بين كل الاتجاهات والتيارات المدنية، بل التفاعل بينها حول ما تطرحه فيما يتصل بمصالح الناس القريبة والبعيدة، في إطار مدني إنساني، وما يبرزه ذلك من مصالح وتفاهمات واختلافات بين الناس.
إن المسألة بسيطة ومعقدة في آن واحد. فالوعي الإنساني المجتمعي هو الذي يجمع بين البشر ويفرق بينهم في الوقت نفسه. والمقصود بذلك الوعي هو ما تنتجه أنت وتجعله يسلك هذا الطريق أو ذاك ضمن مصالح البشر وما يطبعها من توافقات وتناقضات. وهكذا تبقى الدائرة مفتوحة، وهكذا تغلق وفق مصالح البشر الذين يعيشون معاً على الأرض.
إن مصطلح «المجتمع المدني» يلخص المسألة أولاً من الداخل والخارج، وثانياً من المسارب الأخرى حيثما توجهت باتجاه ما يعمق هذه العملية ويفتحها على كل الأطراف.
وإذا ضبطنا المسألة بمعيار الأحداث التي يشهدها العالم، وجدنا أننا نواجه مآلات خطيرة تنمو بين الناس، باتجاه ما تريده أقلية صغيرة من البشر، مما يهدد الوفاق العالمي.
وهكذا يتم إعمال الموت والأسى والاضطراب في صفوف المخالفين، اعتقاداً بأنهم يحملون اعتقادات دينية مغلقة ومخالفة. ولعلَّنا نضع الصورة التالية لنرى من خلالها الخارج والداخل معاً، والعلاقة بالمحيط. ومن ذلك نصل إلى أن كل ما ينطوي عليه مفهوم المجتمع المدني هو في الواقع ما يواجهه الإنسان من تعقيدات في تحديد الموقف!
إن «المجتمع المدني» مقولة نشأت في الفكر الأوروبي، نشأةٌ لبّتْ حاجة أساسية في تعميق «الفكر المدني»، حيث يظهر هذا الأخير كحاجة وجودية ماسة. إنه مجتمع «مدني» من صنع البشر استجابة لفكرة يأتي ظهورها لضبط الحراك الشعبي ضمن رغبات تؤسس لهذا «الجديد» في الوسط الاجتماعي كله. لهذا السبب نشأ المجتمع المعني بأيدي تيارات من مختلف الاتجاهات. ولعلّنا ننفض ما قد يكون تراكم من «أتربة» على «المجتمع المدني»، ليظهر واضحاً، وضوحاً لا يسمح بالتشكيك في شخصيته.
هل هذا «المجتمع» يخفي في بنيته ما لا يتوافق مع ما يراد له أن يعبر عنه؟! بسؤال أكثر وضوحاً: هل المصطلح المذكور يخفي في بنيته المعنوية واللغوية الخارجية ما قد يخالف معناه الحقيقي، أي أن يكون غير مدني مثلًا؟ أو بإيضاح هل يمكن أن يكون دينياً أو طائفياً؟
لقد جاء «المجتمع المدني» ليخاطب الناس خطاباً وطنياً وإنسانياً، من موقع أولئك الناس، ووفق المنطلق الأخوي بين البشر.
ويتمثل الوجه الآخر لمسألة المجتمع المدني في المصالح الكبرى والصغرى، الاستراتيجية والاعتيادية.. وبالتالي فهو يمثل قالباً سهل التآلف والتقارب بين كل الاتجاهات والتيارات المدنية، بل التفاعل بينها حول ما تطرحه فيما يتصل بمصالح الناس القريبة والبعيدة، في إطار مدني إنساني، وما يبرزه ذلك من مصالح وتفاهمات واختلافات بين الناس.
إن المسألة بسيطة ومعقدة في آن واحد. فالوعي الإنساني المجتمعي هو الذي يجمع بين البشر ويفرق بينهم في الوقت نفسه. والمقصود بذلك الوعي هو ما تنتجه أنت وتجعله يسلك هذا الطريق أو ذاك ضمن مصالح البشر وما يطبعها من توافقات وتناقضات. وهكذا تبقى الدائرة مفتوحة، وهكذا تغلق وفق مصالح البشر الذين يعيشون معاً على الأرض.
إن مصطلح «المجتمع المدني» يلخص المسألة أولاً من الداخل والخارج، وثانياً من المسارب الأخرى حيثما توجهت باتجاه ما يعمق هذه العملية ويفتحها على كل الأطراف.
وإذا ضبطنا المسألة بمعيار الأحداث التي يشهدها العالم، وجدنا أننا نواجه مآلات خطيرة تنمو بين الناس، باتجاه ما تريده أقلية صغيرة من البشر، مما يهدد الوفاق العالمي.
وهكذا يتم إعمال الموت والأسى والاضطراب في صفوف المخالفين، اعتقاداً بأنهم يحملون اعتقادات دينية مغلقة ومخالفة. ولعلَّنا نضع الصورة التالية لنرى من خلالها الخارج والداخل معاً، والعلاقة بالمحيط. ومن ذلك نصل إلى أن كل ما ينطوي عليه مفهوم المجتمع المدني هو في الواقع ما يواجهه الإنسان من تعقيدات في تحديد الموقف!