يعيش العالم العربي حالياً مرحلة قد تكون طريقاً إلى التصدع، إن هذا الاقتراض راح يتعاظم مع تعاقب الأيام السوداء، التي قد تكون أصبحت المعصم الحاسم في حياتها، فهي ليست أياماً سوداء فحسب، وإنما هي كذلك متاريس تأخذ مداها نحو تفكيك الوطن المعني، هذه المرة تفكيكاً لا يتوقف.
والمفارقة العظمى، التي تنسل خفية وعلانية في سياق ذلك وعلى نحو لا يخفي نفسه، هي أن البعض ربما يعتقدون أن المسألة ليست أكثر من استنفار شعوب يأتي وينتهي، مع مهب الريح، ودونما فعل يحفر في الأرض. والطريف أن الموقف هذا لا يظهر في الساحة العربية فحسب، وإنما يمتد إلى عوالم أخرى في أوروبا وغيرها. هل هذا علامة كونية في ظروف تحولت إلى التأزم؟
لا نريد أن نسلك مسلك «القارئ في الفنجان»، لكنها (أي المسألة المعنية) تتسع يوماً بعد آخر، دوما التفكير فيما ينبغي فعله. نود البقاء في حدود العالم العربي، فهو الذي يتطلب التركيز عليه، أي الهمّ القابع فوق مواطنيه، بعد مرور أكثر من ثلاثة قرون، منذ القرن الثامن عشر، قرن المحاولات الأولى للتقدم العربي الحضاري، ومنذ ذلك الحين راحت العملية التاريخية تتحرك بين يمين ويسار، بين انتقال من الحاضر إلى المستقبل، ومن الحاضر إلى الماضي.. بمزيد من الإخفاق والانكسار! وكان على طلائع التقدم أن تبلع الفشل تلو الآخر بمساعدة ملحوظة وغير ملحوظة من حمَلة التخلف والتخليف.
وإذا كان أولئك الطلائع يكتشفون ضعفهم وقصور محاولاتهم الاستنهاضية، فإن داخلهم أكمل إغلاق الدائرة أمام إرهاصات التقدم بمختلف حقوله.
وكانت القوى الأجنبية، الأوروبية الاستعمارية بالأساس، قد أكملت إغلاق الدائرة على نحو يتحرك بين طرفي المسألة، لكن دون أن تفضي إلى حلحلة الدائرة إلا بدرجات محدودة.
والحقيقة أن ذلك كان قد فرض نفسه في مرحلة تتحرك بين إرهاصات من الأمل الضعيف وتحركات ذات فاعلية، وفقاً للقوى الفاعلة والأخرى الفاقدة للقدرة على الاستمرارية.
عبر تلك الوضعية المركبة الضعيفة، والتي كانت الطبقة الوسطى متراسها وطاقتها المحركة، إضافة إلى الدور الذي مارسته في الداخل قوى الظلامية وما حولها، كانت المصائر قد اكتسبت معالمها الفاشلة، خصوصاً بفعل القوى الظلامية المذكورة. كان ذلك قد حمل في طياته معالم الإفشال والتحنيط، ربما تحت عنوان «الخارج الاستعماري والداخل الظلامي».
وقد زاد الطين بلة نشوء صراعات طائفية رداً على تحديات داخلية، ورغم بعض «الإنجازات» التي ذهبت مع الريح لأسباب تتصل بالمصالح الأنانية في مختلف حقول المجتمعات العربية، بما في ذلك: الاستئثار بالسلطة، والفساد بمختلف أشكاله وحقوله، حسب خصوصيات كل حالة عربية.
ويكفي أن نشير إلى ما يقع من أحداث متعددة تتوزع على عدة أصناف، بينها الإفساد الذي يكلف غالياً في حالات متعددة في مناطق مختلفة من العالم العربي. وبهذا وبغيره، ظهرت علامات الفساد والإفساد والخراب الاقتصادي، هدراً وتعدياً وغلاءً وإفقاراً. وقد عاش العالم العربي مرحلة مأساوية من نتائجها التدميرية؛ من إفقار وإذلال وانقسام، إضافة إلى تحويل معظمه إلى كانتونات متصارعة.
وذلك ما حوّل جزءاً كبيراً من العالم العربي إلى مقاطعات تسودها الحروب والاغتيالات والإفقار إلى درجة المجاعة والعوز. وهكذا نفتح أيدينا لنتبين ناتج الموقف في الدول المعنية: إنه ذاك الذي يجعل كل شيء خاضعاً لآلية «فساد وإفساد» البشر، لكنه أعجز من أن يقف في وجه الشمس، الشمس المشرقة على الجميع!
والمفارقة العظمى، التي تنسل خفية وعلانية في سياق ذلك وعلى نحو لا يخفي نفسه، هي أن البعض ربما يعتقدون أن المسألة ليست أكثر من استنفار شعوب يأتي وينتهي، مع مهب الريح، ودونما فعل يحفر في الأرض. والطريف أن الموقف هذا لا يظهر في الساحة العربية فحسب، وإنما يمتد إلى عوالم أخرى في أوروبا وغيرها. هل هذا علامة كونية في ظروف تحولت إلى التأزم؟
لا نريد أن نسلك مسلك «القارئ في الفنجان»، لكنها (أي المسألة المعنية) تتسع يوماً بعد آخر، دوما التفكير فيما ينبغي فعله. نود البقاء في حدود العالم العربي، فهو الذي يتطلب التركيز عليه، أي الهمّ القابع فوق مواطنيه، بعد مرور أكثر من ثلاثة قرون، منذ القرن الثامن عشر، قرن المحاولات الأولى للتقدم العربي الحضاري، ومنذ ذلك الحين راحت العملية التاريخية تتحرك بين يمين ويسار، بين انتقال من الحاضر إلى المستقبل، ومن الحاضر إلى الماضي.. بمزيد من الإخفاق والانكسار! وكان على طلائع التقدم أن تبلع الفشل تلو الآخر بمساعدة ملحوظة وغير ملحوظة من حمَلة التخلف والتخليف.
وإذا كان أولئك الطلائع يكتشفون ضعفهم وقصور محاولاتهم الاستنهاضية، فإن داخلهم أكمل إغلاق الدائرة أمام إرهاصات التقدم بمختلف حقوله.
وكانت القوى الأجنبية، الأوروبية الاستعمارية بالأساس، قد أكملت إغلاق الدائرة على نحو يتحرك بين طرفي المسألة، لكن دون أن تفضي إلى حلحلة الدائرة إلا بدرجات محدودة.
والحقيقة أن ذلك كان قد فرض نفسه في مرحلة تتحرك بين إرهاصات من الأمل الضعيف وتحركات ذات فاعلية، وفقاً للقوى الفاعلة والأخرى الفاقدة للقدرة على الاستمرارية.
عبر تلك الوضعية المركبة الضعيفة، والتي كانت الطبقة الوسطى متراسها وطاقتها المحركة، إضافة إلى الدور الذي مارسته في الداخل قوى الظلامية وما حولها، كانت المصائر قد اكتسبت معالمها الفاشلة، خصوصاً بفعل القوى الظلامية المذكورة. كان ذلك قد حمل في طياته معالم الإفشال والتحنيط، ربما تحت عنوان «الخارج الاستعماري والداخل الظلامي».
وقد زاد الطين بلة نشوء صراعات طائفية رداً على تحديات داخلية، ورغم بعض «الإنجازات» التي ذهبت مع الريح لأسباب تتصل بالمصالح الأنانية في مختلف حقول المجتمعات العربية، بما في ذلك: الاستئثار بالسلطة، والفساد بمختلف أشكاله وحقوله، حسب خصوصيات كل حالة عربية.
ويكفي أن نشير إلى ما يقع من أحداث متعددة تتوزع على عدة أصناف، بينها الإفساد الذي يكلف غالياً في حالات متعددة في مناطق مختلفة من العالم العربي. وبهذا وبغيره، ظهرت علامات الفساد والإفساد والخراب الاقتصادي، هدراً وتعدياً وغلاءً وإفقاراً. وقد عاش العالم العربي مرحلة مأساوية من نتائجها التدميرية؛ من إفقار وإذلال وانقسام، إضافة إلى تحويل معظمه إلى كانتونات متصارعة.
وذلك ما حوّل جزءاً كبيراً من العالم العربي إلى مقاطعات تسودها الحروب والاغتيالات والإفقار إلى درجة المجاعة والعوز. وهكذا نفتح أيدينا لنتبين ناتج الموقف في الدول المعنية: إنه ذاك الذي يجعل كل شيء خاضعاً لآلية «فساد وإفساد» البشر، لكنه أعجز من أن يقف في وجه الشمس، الشمس المشرقة على الجميع!