جاءت دعوة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مؤخراً حول ضرورة تعزيز التعاون الدولي من أجل التصدي للتلوث والتغير المناخي والتدهور البيئي في المحيطات ومعالجة الأسباب والآثار الناتجة عنها، بما يتماشى مع الأطر والمبادرات الدولية ذات الصلة..

جاءت هذه الدعوة ضمن جهود بالغة الأهمية على الصعيد الدولي وعلى صعيد حماية المحيطات في العالم الذي نعيش فيه، حيث يطال الخطر جميع الدول، وحتى التي ليس لديها أي منفذ أو إطلالة بحرية. إن الخطر البيئي يطال الجميع وينعكس تأثيره سلباً على سائرة أنحاء الكرة الأرضية. وفي معرض الكلمة التي ألقاها المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، السفير ناصر الهين، بصفته رئيس مجلس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي خلال الحوار التفاعلي ضمن أعمال الدورة الـ 58 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي انعقد في جنيف، أكد السفير الهين على الإيمان الراسخ لدول التعاون الخليجي بأهمية حماية المحيطات باعتبارها عنصراً حيوياً في النظام البيئي العالمي ومصدراً أساسياً للرزق والأمن الغذائي بالنسبة لملايين البشر، حيث يعد الحق في بيئة نظيفة وصحية عنصراً أساسياً لضمان التمتع بباقي حقوق الإنسان مثل الحق في الغذاء والصحة والتنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد ينبغي أن نذكّر بالمشاركة النشطة لدول الخليج في كافة الجهود الدولية لحماية البيئة البحرية، لا سيما من خلال المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، فضلاً عن دعمها لسياسات وجهود الحد من التلوث البحري.

ويتعلق الأمر هنا بجهد خليجي مشهود له من قبل دول العالم كلها والتي طالما أشادت بالمهام والأدوار التي ركزت عليها دول مجلس التعاون الخليجي بصفتها دولاً مطلة على الخليج العربي الذي يتواصل مع محيطات العالم.

كما ينبغي أن نشير إلى أن تلك الجهود هي جهود مباركة ومطلوبة بقوة، وهي تحظى بتقدير وتثمين كبيرين على صعيد الشعوب الخليجية التي تبارك هذه الاهتمامات البيئية البحرية من جانب دولها، الأمر الذي يجد صداه في دول العالم بأسرها، حيث يتزايد الاهتمام عالمياً بهذه القضية التي أصبحت تؤرق المجتمع الدولي وتهدد مستقبل شعوبه.

وبناءً عليه في هذا الصدد، فقد انخرطت دول مجلس التعاون الخليجي في مبادرات الحوكمة العالمية بشأن المحيطات، وساهمت وتساهم في هذه المبادرات بكل جدية وإخلاص. والشراكات العابرة للحدود لمعالجة التهديدات البيئية التي تواجهها المحيطات، والتي تتعزز بفضل الدور الأساسي لدول مجلس التعاون الخليجي، تؤكد الالتزام الراسخ لهذه الدول في مجال تعزيز جهود حماية البيئة وضمان حقوق الأجيال القادمة.

*كاتب كويتي