يُعد التعليم أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها نهضة الأمم، إذ يشكّل حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة وصناعة المستقبل. وهو الوسيلة الرئيسية لتمكين الأفراد، وتطوير مهاراتهم، وإعدادهم للإسهام الفاعل في تنمية المجتمع والاقتصاد. ومن خلال نظام تعليمي قوي ومتطور، يمكن للدول مواجهة التحديات العالمية، ورفع مستوى الابتكار، وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي. كما يُسهم التعليم في ترسيخ القيم الثقافية، وتعزيز الهوية الوطنية، وتهيئة الأجيال القادمة لقيادة المستقبل بوعي وكفاءة.في دولة الإمارات العربية المتحدة، يحظى التعليم باهتمام خاص يعكس التزام القيادة الرشيدة ببناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار. فمنذ تأسيس الاتحاد، وضعت الدولة التعليم في صدارة أولوياتها، وخصّصت له موارد كبيرة لتطوير المناهج والبنية التحتية، وضمان بيئة تعليمية متكاملة تعزّز مهارات التفكير والإبداع. وتسعى الدولة من خلال رؤاها الاستراتيجية إلى تحقيق تعليم متطور يواكب المستجدات العالمية، ما يُسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على مواكبة تحديات المستقبل والمشاركة الفاعلة في الاقتصاد المعرفي العالمي.
وفي بادرة كريمة، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عدداً من المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين بمناسبة شهر رمضان المبارك، في تأكيد جديد على أهمية التعليم ومكانته في مسيرة الدولة التنموية. وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، خلال اللقاء، أن الإمارات تضع التعليم في مقدمة أولوياتها، وأن المعلمين هم الشركاء الحقيقيون في بناء الأجيال المُقبلة. كما شدّد على أهمية تطوير بيئات تعليمية محفّزة، تعزّز من روح الإبداع والابتكار، مشيداً بجهود الطلاب المتميزين الذين يمثلون نواة المستقبل المشرق للدولة.
تدرك القيادة الإماراتية الرشيدة الدور المحوري الذي يؤديه التعليم في بناء مجتمع معرفي متقدّم ومزدهر، حيث تعتبره الأساس الذي تقوم عليه التنمية المستدامة والتطور الحضاري. ومن هذا المنطلق، تبنّت الدولة استراتيجيات طموحة تهدف إلى تطوير قطاع التعليم، وتعزيز بيئته، وتزويد الأجيال المُقبلة بمهارات المستقبل. وتسعى الإمارات إلى بناء نظام تعليمي متكامل يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، ويواكب المتغيرات العالمية لضمان تخريج كوادر وطنية قادرة على المنافسة عالمياً والإسهام في تقدم الدولة. ويظهر هذا الاهتمام جلياً من خلال المبادرات المتنوعة، والاستثمارات الضخمة في تطوير المناهج، وتمكين المعلمين، وتعزيز البحث العلمي، بما يضمن تحقيق الريادة التعليمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وقد انعكست رؤية القيادة الإماراتية للتعليم في العديد من المشروعات والمبادرات، مثل «رؤية الإمارات 2071»، التي تركز على بناء نظام تعليمي متطور يواكب المستقبل، من خلال تعزيز تدريس العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، لا سيما في مجالات الفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، وترسيخ القيم الأخلاقية والتوجهات الإيجابية، والقيم التي تُعلي من مستوى الاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية، وبناء عقول منفتحة على تجارب الدول المتقدمة، ووضع آليات لاستكشاف المواهب الفردية للطلبة منذ المراحل الدراسية الأولى، وتمكين المدارس لتكون بيئة حاضنة في مجال ريادة الأعمال والابتكار، وتحويل المؤسسات التعليمية في الدولة إلى مراكز بحثية عالمية.
هذا وتُعد دولة الإمارات نموذجاً رائداً في تطوير قطاع التعليم، حيث نجحت في بناء منظومة تعليمية متقدمة تعتمد على أحدث المعايير العالمية. واعتمدت الدولة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في المناهج الدراسية، ما يعزز من كفاءة العملية التعليمية ويواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وأطلقت العديد من البرامج التي تركز على المهارات المستقبلية، مثل: البرمجة والذكاء الاصطناعي والروبوتات، وذلك لتعزيز جاهزية الطلاب لسوق العمل المستقبلي.
إن التعليم في دولة الإمارات ليس مجرد قطاع خدمي، بل هو استثمار استراتيجي يشكل أساس النهضة والتنمية. واستقبال صاحب السمو رئيس الدولة للمعلمين والطلاب المتميزين، يؤكد أن التعليم سيظل دائماً في صدارة أولويات دولة الإمارات، باعتباره الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل مشرق ومستدام للأجيال القادمة. كما أن استمرار القيادة الرشيدة في دعم التعليم وتقدير القائمين عليه، يعكس التزام الإمارات برفد مستقبلها بأجيال متعلمة ومبدعة. ومع استمرار هذه الرؤية الطموحة، تبقى الإمارات نموذجاً ملهماً لدول العالم في بناء منظومة تعليمية حديثة ومتكاملة تحقق التنمية المستدامة والتقدم الحضاري.
* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.