يحرص مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» على أن تتضمن أجندة تحركاته وزياراته الخارجية أهدافاً ومعايير واضحة ودقيقة يمكن قياس نتائجها والتعرف إلى مخرجاتها، خصوصاً أن الأجندة البحثية في هذه الزيارات تتصدرها موضوعات عميقة تشهد تفاعلات وتطورات متسارعة، ولاسيما ما يتعلق بملفي الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب، فالأول بات محركاً أساسيّاً عالميّاً للتنمية وتطور الاقتصادات، والثاني يمثل تحدياً مزمناً يحتاج إلى طاقات مؤسسية متكاملة سواء داخل الدول أو فيما بينها.وقد حفلت أنشطة «تريندز» خلال الزيارة التي قام بها وفد المركز مؤخراً للعاصمة المصرية القاهرة، بالندوات الفكرية والحلقات النقاشية، خصوصاً أن الزيارة قد خُطط لها لتتزامن مع المشاركة الرابعة للمركز في الدورة الـ56 لمعرض «القاهرة الدولي للكتاب».
ولأننا في حقبة التحول العالمي السريع لعصر الذكاء الاصطناعي، وما ينطوي عليه من فرص عظيمة لخدمة الإنسانية، فقد حرصنا على أن تشتمل أنشطتنا البحثية على نقاشات وحوارات معمقة مع الوزراء والمسؤولين والخبراء والمتخصصين حول ملف الذكاء الاصطناعي الذي استحوذ على جانب كبير من أنشطة المركز في القاهرة، حيث نظمنا ندوة بعنوان «تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة.. رؤى وتصورات مستقبلية»، بالشراكة بين «تريندز» و«مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» التابع لمجلس الوزراء المصري، ومكتبة الإسكندرية، وبشراكة إعلامية مع «مركز الاتحاد للأخبار»، وفيها دار النقاش حول أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في مسارات التنمية، لدعم القدرات الوطنية للدول، والتعاون الدولي للاستفادة من الإمكانات التكنولوجية، وذلك بحضور نخبة من الوزراء والمسؤولين والخبراء من دولة الإمارات ومصر والعالم، ونستطيع القول إن هذا التعاون قد عكس قدرة المركز على قيادة الجهود البحثية والفكرية لدفع التعاون المعرفي في هذا القطاع الحيوي.
وفي إطار الذكاء الاصطناعي أيضاً باعتباره محركاً ودافعاً للابتكار، تمحور نقاش آخر حول تطوير القدرات لمعالجة العديد من التحديات الحياتية التي تواجهنا بحلول مبتكرة، وتطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة البحث العلمي والمعرفة، وهو ما تناوله نقاش وفد «تريندز» في القاهرة مع رئيس مجلس الشيوخ المصري، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ومع وزير الشباب والرياضة المصري، الدكتور أشرف صبحي، حيث تم بحث التعاون في ملف الذكاء الاصطناعي لخدمة القضايا البرلمانية وتمكين الشباب والمجتمع والتنمية المستدامة.
وفي محورنا الثاني الذي اشتملت عليه أجندة زيارتنا للقاهرة، جاء النقاش حول مواجهة الفكر الهدام والأفكار المغلوطة ومكافحة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح والفكر الوسطي، إذ من الضروري مواصلة مجابهة جماعة «الإخوان المسلمين» والتنظيمات الإرهابية بإعداد البحوث والدراسات الكاشفة لأيديولوجيات التيارات الهدامة، اعتماداً على استراتيجية «مواجهة الفكر بالفكر» وخطاب العقل والعلم والمعرفة، وهو ما طرحه «تريندز» في حلقة نقاشية مع وزير الأوقاف المصري الدكتور أسامة الأزهري. وفي السياق ذاته وقّع «تريندز» مع دار الإفتاء المصرية، وبالتحديد مع مركز «سلام» لدراسات التطرف، اتفاقية تعاون وشراكة في مكافحة خطاب التطرف، بحضور مفتي الديار المصرية.
كما وقعنا مذكرة تفاهم مع مكتبة الإسكندرية، للتعاون في مشروعات البحوث العلمية المشتركة، حيث تضاف هذه الخطوات لتراكم الجهود الخاصة بالتعاون بين المؤسسات المعنية لمجابهة التطرف وتعزيز البحث العلمي والابتكار التطبيقي في المجالات المختلفة.
* الرئيس التنفيذي- مركز تريندز للبحوث والاستشارات