تمثل جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز محطة مهمة في تطور مسيرة العمل الحكومي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تعكس الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتحويل الحكومة إلى نموذج ريادي عالمي يُعلي من شأن التميز كركيزة أساسية في الأداء المؤسسي. والحاصل أن هذه الجائزة ليست مجرد أداة لتكريم الجهود والإنجازات، بل هي منصة تعكس التزام دولة الإمارات بالارتقاء بمفهوم العمل الحكومي إلى مستويات تتجاوز تقديم الخدمات التقليدية لتصبح الحكومة شريكاً فاعلاً في تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة.
ولعله من المهم التأكيد في هذا السياق على أن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز تعمل على إعادة تعريف معايير العمل الحكومي، حيث يتم التركيز على الجودة والابتكار في جميع مراحل تقديم الخدمات وتصميم السياسات، كما أنها تشجع المؤسسات على تجاوز الحدود المألوفة في الأداء، لتصبح نماذج يُحتذى بها في تحقيق التميز.
وتعتمد هذه الجائزة على فلسفة متكاملة تعكس الإيمان بأهمية الاستثمار في الكفاءات الوطنية باعتبارها العمود الفقري لأي تطور مستدام. وبذلك، تسهم الجائزة في خلق بيئة عمل حكومية أكثر ديناميكية وإبداعية، تسعى دائماً لتحويل التحديات إلى فرص لتحقيق المزيد من الإنجازات. وتمثل الدورات المتعاقبة للجائزة محطاتٍ مهمةً تبرز فيها القيادة الرشيدة التزامها الراسخ بتحقيق التفوق، بالانسجام مع حقيقة أن التميز في الإمارات ليس مجرد مفهوم نظري، بل هو نهج عملي متأصل يتم تعزيزه من خلال مبادرات متواصلة تهدف إلى تحسين الأداء وتحقيق الريادة في جميع المجالات.
ومن خلال هذه الجائزة، يتم تكريس تلك القيم الملهمة عبر إبراز الإنجازات التي تسهم في تعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية، ودفع عجلة التنمية في القطاعات كافة. وفي الواقع، فإن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز ليست فقط وسيلة لتكريم الفائزين، بل هي فرصة لتعزيز روح التنافسية الإيجابية بين الجهات الحكومية، فكل جهة تسعى لأن تكون الأفضل في مجالها، مستلهمةً في ذلك رؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن الابتكار والتميز هما أساس تحقيق النجاح المستدام، وهذه الروح التنافسية تمثل حافزاً لتحسين الأداء، من أجل تحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الوطن والمجتمع.ومما لا شك فيه أن العمل الحكومي في دولة الإمارات يشهد تحولاً كبيراً بفضل المبادرات المبتكرة التي تكرسها القيادة الرشيدة.
ومن خلال جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، يتم توجيه المؤسسات الحكومية نحو تقديم خدمات ذات قيمة مضافة، تركز على رضا المتعاملين وتعزيز رفاهية المجتمع، وهذا التحول يجعل الحكومة أكثر قرباً من احتياجات المجتمع، وأكثر استجابة لتطلعات الأفراد، وهو ما يعزز الثقة بين المواطن والحكومة، ويزيد من فعالية النظام الحكومي بشكل عام. وتمثل الجائزة دعوة مستمرة لتحسين الأداء الحكومي، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2031.
ولا شك أن التركيز على محاور مثل القيادة وتحقيق الرؤية، والمشاريع التحولية، والتنافسية، يعكس حرص القيادة على تحقيق تقدم ملموس يعزز موقع الإمارات على الساحة الدولية. وفي سياق استشراف المستقبل، تؤكد الجائزة أن التميز ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لمسيرة طويلة من التطوير والابتكار، فهي تدعو الجهات الحكومية إلى النظر للتحديات كفرص للتعلم والنمو، وإلى استغلال الموارد المتاحة بطريقة أكثر كفاءة لتحقيق أهدافها. وبهذا النهج، تسهم الجائزة في ترسيخ ثقافة التميز كجزء لا يتجزأ من الهوية المؤسسية، ما يضمن استمرار الإمارات في تحقيق إنجازات استثنائية.
إن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز أداة مهمة لدفع عجلة التميز والابتكار في العمل الحكومي، من خلال تكريس قيم الإبداع والتنافسية والاستدامة، وهي تؤكد أن القيادة الرشيدة تنظر دائماً نحو المستقبل برؤية طموحة وشاملة. ويبقى القول إن هذه الجائزة تمثل دعوةً مفتوحة لجميع الجهات الحكومية لمواصلة التميز، ولضمان أن تظل الإمارات دائماً في صدارة الدول الأكثر تطوراً وابتكاراً.
* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.