يعتبر عيد الاتحاد من أهم المناسبات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يحتفل الشعب الإماراتي في الثاني من ديسمبر كل عام بذكرى قيام الاتحاد الذي جمع بين سبع إمارات في عام 1971، لتشكل دولة واحدة تحت قيادة حكيمة ورؤية استثنائية.

في هذا اليوم التاريخي، تعود الذاكرة إلى لحظات التأسيس التي قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، مع إخوانه حكام الإمارات، الذين وضعوا أسساً متينة لبناء دولة اتحادية تقوم على قيم الوحدة، السلام، والتعاون.

التأسيس: نقطة البداية

في الثاني من ديسمبر 1971، تحقق حلم اتحاد الإمارات بفضل رؤية الشيخ زايد، الذي آمن بأن اتحاد هذه الإمارات سيوفر لها قوة وازدهاراً أكبر على مختلف الأصعدة.

بفضل قيادته الحكيمة، تم تبني نموذج فريد من التعاون بين الإمارات، مع احترام خصوصية كل إمارة. منذ تأسيس الدولة، قامت القيادة الإماراتية بتعزيز اللُحمة بين أبناء الشعب، وفتحوا الطريق أمام نمو اقتصادي واجتماعي غير مسبوق. لقد كانت الإمارات مثالاً يحتذى به في التنوع والإيجابية، فبفضل هذه الرؤية، بدأت الدولة بتطوير نفسها بشكل سريع عبر تدشين بنية تحتية متطورة، وتعليم وتدريب الشباب، وتحقيق تطور في المجالات المختلفة.

 

الاستمرار: رؤية القيادة الرشيدة  

منذ التأسيس، استمرت الإمارات في تحقيق العديد من الإنجازات بقيادة حكيمة استطاعت أن تحافظ على استقرار الدولة وتعزز من تطورها في مختلف المجالات.

وبفضل القيادة الرشيدة التي بدأت مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتواصلت مع المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ثم تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمكنت الإمارات من التحول إلى واحدة من أكثر الدول استقراراً وازدهاراً على مستوى العالم. كانت القيادة الحكيمة قادرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي ضمنت رفاهية المواطن والمقيم في الإمارات. من خلال تطوير سياسات تعليمية وصحية واقتصادية، جعلت الإمارات تتمتع بمكانة مرموقة عالمياً. كان الاستثمار في الإنسان الإماراتي حجر الزاوية، مما جعل الدولة واحدة من أكثر الدول تطوراً في مجال التعليم والصحة والبنية التحتية.

الإنجازات:تقدم مستمر في جميع المجالات.  

على مدار العقود الماضية، حققت دولة الإمارات إنجازات هائلة في مجالات متعددة. في مجال الاقتصاد، أصبحت الإمارات واحدة من أكبر الاقتصادات في منطقة الخليج، مع تنوع مصادر الدخل التي لا تعتمد فقط على النفط، بل تمتد إلى السياحة، التجارة، والطاقة المتجددة. في مجال التعليم، أصبحت الإمارات وجهة متميزة للطلاب الدوليين، حيث طورت منظومة تعليمية حديثة تواكب تطورات العصر، وكان ذلك جزءاً من استراتيجية طويلة المدى لبناء جيل من الشباب القادر على المساهمة في التنمية المستدامة للدولة.

أما في مجال الصحة، فكانت الإمارات رائدة في تقديم الخدمات الطبية الحديثة، وأصبحت واحدة من أفضل دول العالم في توفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على حد سواء. إضافة إلى ذلك، سجلت الإمارات نجاحات كبيرة على مستوى الفضاء والتكنولوجيا، حيث أطلقت مسبار الأمل إلى المريخ في عام 2020، لتكون أول دولة عربية تحقق هذا الإنجاز، مما يعكس طموحات الإمارات في ريادة الفضاء.

المكانة العالمية المرموقة:

بفضل هذا التقدم المستمر في جميع المجالات، أصبحت الإمارات اليوم دولة ذات مكانة عالمية مرموقة. فهي تتمتع بعلاقات قوية مع مختلف دول العالم، ولها تأثير كبير على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما أنها تُعتبر مركزاً تجارياً عالمياً، بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب العالم، والذي جعلها مركزاً للتجارة والمال.

لقد أصبحت دبي واحدة من أبرز الوجهات السياحية والتجارية في العالم، فيما تعتبر أبوظبي مركزاً رئيسياً للطاقة والاقتصاد العالمي. على الرغم من التحديات العالمية، استطاعت الإمارات الحفاظ على استقرارها الاقتصادي والسياسي بفضل حكمة القيادة، مما جعلها تُعتبر نموذجاً يُحتذى به في مجالات التنمية المستدامة والابتكار.

نعمة القيادة الرشيدة

إن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات على مدار عقود من الزمن، والقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية، لم تكن لتتحقق لولا القيادة الرشيدة التي مكنت الدولة من تحقيق تلك النجاحات.

ولا شك أن عيد الاتحاد هو مناسبة لتجديد الولاء والاعتزاز بهذه القيادة التي وضعت الإمارات على طريق الريادة والازدهار. في يوم عيد الاتحاد، يتذكر الجميع كيف بدأت الإمارات حلماً، وكيف أصبحت اليوم واحدة من أكثر دول العالم قوة وازدهاراً. وكل ذلك بفضل القيادة الحكيمة التي استمرت في تحقيق النجاح، وجعلت الإمارات على رأس قائمة الدول التي تضع بصمتها في مختلف مجالات الحياة.

*لواء ركن طيار متقاعد.