مع بقاء وقت قصير جداً لمنع أسوأ آثار تغيّر المناخ، انتخب الأميركيون رئيساً وكونجرساً لن يكون التغير المناخي في صدارة اهتمامها. لكن يكمن الخطر الأكبر في الاستسلام لليأس.

بالنسبة للأشخاص الذين يهتمون بالحفاظ على الحياة على الأرض، فإن المخاطر كبيرة للغاية لدرجة لا تسمح بعدم فعل شيء، ولكن من السهل جداً الاعتقاد بأنه لا يمكننا فعل أي شيء. في أي مسألة تتعلق بالعدالة، قد تبدو الصورة الكبيرة مرهقة. في تلك الأوقات، كنت أجد دائماً أنه من المفيد التركيز على نفس المشكلة على نطاق أصغر وأكثر قابلية للإدارة.

قد لا أكون قادراً على إنقاذ حيوانات الزرافة والفهود، لكنني أستطيع المساعدة في إنقاذ فراشات ذنب السنونو والحمار الوحشي وعثة النمر العملاقة. يمكنني القيام بذلك، على الأقل في فناء منزلي الصغير، من خلال رعاية النباتات المضيفة التي تحتاجها للتكاثر. إن إحداثاً ملموساً وقابلاً للقياس لجيراني البرية هو أيضاً عمل من أعمال المقاومة. لقد تطورت النباتات والحيوانات معاً.

ولإنشاء بيئة صغيرة تحافظ على جيرانك من الكائنات البرية، ستحتاج إلى زراعة الزهور والشجيرات والأشجار المتوطنة التي تطورت بجانبها. تكمن المشكلة في أن النباتات الغريبة أصبحت الآن منتشرة في كل مكان في الحدائق الأميركية، وقليل منا يعرف الفرق بين نبات أصلي وآخر قادم من الجانب الآخر من العالم.

معظم مراكز الحدائق توفر بشكل رئيس الورود والزنبق والبنفسج والأقحوان التي يعرفها زبائنها. وهذه النباتات تطورت لتغذي مخلوقات قارات أخرى. تسعى منظمتان غير ربحتين إلى تغيير هذا الوضع. بدأت منظمة «وايلد ونز» Wild Ones في عام 1997 كنادٍ للحدائق في ميلووكي. واليوم أصبحت منظمة وطنية للحفاظ على البيئة تضم أكثر من 125 فرعاً رسمياً وفروعاً «ناشئة» تدعو إلى الزراعة بالنباتات المحلية كوسيلة نشطة للحفاظ على البيئة. أحد أكبر التهديدات للتنوع البيولوجي هو فقدان الموائل. ومنع فقدان الموائل على نطاق عالمي أمر معقد، لكن لا يوجد شيء معقد في تحويل مساحة الحديقة، مهما كانت صغيرة، إلى ملاذ للحياة البرية

موقع «وايلد ونز» هو بمثابة دورة تدريبية سريعة حول كيفية إنشاء موائل طبيعية جميلة مثل أي حديقة مليئة بالنباتات المستوردة التي لا تطعم أحداً.

يوفر الموقع تصاميم مناظر طبيعية قابلة للتنزيل ومصممة خصيصاً لمناطق نمو معينة، ومساراً للحصول على شهادة الحديقة كموئل محلي، ونصائح حول كيفية حماية الحديقة من تغير المناخ، وندوات عبر الإنترنت حول الزراعة كأداة للحفاظ على البيئة، وقائمة بحسب الولايات لدور حضانة النباتات المحلية، إلى جانب مبيعات نباتات محلية وتبادل البذور، وغير ذلك. وتأتي دعوة أخرى للعمل من منظمة «هوم جرون ناشونال بارك» Homegrown National Park، والتي تلهم إنشاء شبكة كاملة من محميات الحياة البرية المزروعة محلياً والتي تسعى إلى وقف فقدان التنوع البيولوجي، فناء واحد وأصيص زهور في كل مرة. من خلال موقعها على الإنترنت ونشاطها القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم هذه المنظمة غير الربحية باستمرار أسباباً قوية لتحويل كل قطعة متاحة من التربة - ليس فقط في الساحات وأصص الشرفات، ولكن أيضاً في المدارس والشركات والمتنزهات العامة وأماكن العبادة وحتى ممرات المشاة وحواف مواقف السيارات - إلى موئل. تشرح المنظمة أهمية التخلص من مبيدات الأعشاب والحشرات، وتوضح أهمية النباتات الرئيسة، وتدعو لترك الأوراق المتساقطة لتعمل كوسيلة طبيعية لمكافحة الأعشاب الضارة، وتقدم نصائح لاستغلال الحدائق الصغيرة بأقصى قدر ممكن. يتضمن موقعها دليلاً قابلاً للبحث عن الموارد وروابط لقواعد بيانات النباتات المحلية في منظمات الحفاظ على البيئة الأخرى.

كما يوفر موارد لمساعدة المعلمين وأولياء الأمور على إلهام الشباب ليصبحوا حماة للموائل. إننا لسنا عاجزين تماماً في مواجهة أزمة التنوع البيولوجي، ولكن في الأوقات الصعبة القادمة، سنحتاج إلى تذكيرات حية ومفعمة بالأمل بهذه الحقيقة. ما تفهمه كلتا المنظمتين غير الربحيتين هو أن زراعة حديقة صغيرة، ولو في صندوق نافذة، سيجعلك تشعر بتحسن. سيأتي النحل الطنان والفراشات والحشرات المضيئة.

وكذلك الطيور المغردة وضفادع الأشجار والسلاحف. ستبدأ، وبشكل شبه فوري، في إحداث فرق مرئي في العالم الطبيعي الذي يعاني. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يمسكون بالمجرفة، أصبح هذا الفرق أكثر وضوحاً.

*كاتبة متخصصة في التنوع البيولوجي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»