مجموعة من الربوتات قيد البرمجة والتدريب داخل منشأة في مدينة كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو الأميركية، حيث يعلِّق عالَمُ الصناعة والأعمال آمالاً كبيرةً على هذه الكائنات الآلية الجديدة لتسهيل وتكثيف وتخفيض تكلفة كثير من الأنشطة التي ما يزال الاعتماد فيها على العنصر البشري. 

وتتنامى قدرةُ الروبوتات على أداء عدد متزايد من المهام في المستودعات ومراكز الخدمة والتسليم بدرجات ملحوظة من الكفاءة والسرعة، حيث يمكنها تحميل وتفريغ الشاحنات، ووضع البضائع على المنصات وإخراجها، وتحريك الصناديق والحزم داخل المخازن وإعادة ترتيبها، والتقاط الطرود ونقل البضائع على أرضيات المستودعات، وخدمة الزبائن في المطاعم والمقاهي والمتاجر والبنوك، وتسليمهم بضائع من فوق الرفوف أو من على الأرضيات.. وكل ذلك دون وجود مشرف بشري يوجّه هذه الكائنات الآلية الصناعية «الذكية».
لكن على الرغم من أن الروبوتات نجحت إلى حد ملحوظ في إنجاز بعض الوظائف المتكررة والمرهقة بالنسبة للبشر، فثمة العديدُ مِن المهام والأدوار التي لا تجيد الروبوتاتُ القيامَ بها، مما يصعِّب معرفةَ ما إذا كانت الروبوتات ستتمكن بالكامل من أتمتة هذه الوظائف والمهام والأدوار، ومتى يمكن أن يحدث ذلك؟!
وعلى الرغم من ارتفاع الأتمتة وتوسّعها بوتيرة متصاعدة، ما يزال عمل المستودعات بحاجة إلى العنصر البشري، حيث تظهر البيانات الفيدرالية الأميركية أن حوالي 1.8 مليون شخص يعملون في هذا الجزء من سلسلة التوريد. وما يزال هناك العديد من المهام الحاسمة والبسيطة معاً التي يتفوّق فيها البشرُ كثيراً على الإنسان الآلي، إذ يمكنهم - على سبيل المثال - التفتيش داخل حاوية بها الكثير من العناصر وتحريك بعضها بعناية لاستخراج قطعة محددة يريدونها، وهي المهمة التي يشير إليها مسؤولو الصناعة باسم «الالتقاط». ويكافح مهندسو الروبوتات لجعلها قادرة على «الالتقاط» بالدقة والسرعة الكافيتين، كي تكون بدائل قابلة للإحلال محل العمال البشريين في أفق السنوات القليلة القادمة، وذلك بالتغلب على جوانب القصور الحالية في هذه الآلات الصناعية الذكية. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)